فاز تحالف تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة بغالبية الثلثين في الانتخابات الاشتراعية التي أجريت في بنغلادش أول من أمس، وهي الأولى منذ سبع سنوات ويُفترض ان تعيد الديموقراطية الى البلاد بعد سنتين في ظل حكومة موقتة مدعومة من الجيش. لكن التحالف المنافس بزعامة البيغوم خالدة ضياء تقدم باحتجاج رسمي، معتبراً ان عمليات تزوير شابت الانتخابات. وأعلنت اللجنة الانتخابية ان"التحالف الكبير"الذي تتزعمه الشيخة حسينة، نال حتى الآن 263 مقعداً من المقاعد ال300 في البرلمان. وفاز حزب"رابطة عوامي"برئاسة الشيخة حسينة ب229 مقعداً، محققاً بذلك اكبر انتصار انتخابي له منذ استقلال بنغلادش عن باكستان في عام 1971. في المقابل، لم يحصل"حزب بنغلادش الوطني"بزعامة البيغوم سوى على 30 مقعداً، كما خسر عدد من الوزراء السابقين في حكومة البيغوم، مقاعدهم، بينهم رئيس حزب"الجماعة الإسلامية"الأصولي موتيور رحمن نظامي. والنتيجة التي حققها حزب البيغوم هي الأسوأ على الإطلاق بالنسبة اليها والى حزبها منذ استقلال البلاد. اما المرشحون المستقلون و"الحزب الديموقراطي الليبرالي"، فحصلوا على أربعة مقاعد فقط. وقال الأمين العام للجنة الانتخابية حومايون كبير ان التحالف الذي تتزعمه الشيخة حسينة حقق غالبية الثلثين في الانتخابات التي اعتبرها"حرة ونزيهة للغاية"، مشيراً الى ان نسبة الاقتراع وصلت الى 80 في المئة من حوالى 81 مليون شخص مؤهلين للانتخاب. ويبلغ عدد سكان بنغلادش حوالى 144 مليون نسمة. غير ان مسؤولا رفيع المستوى في"حزب بنغلادش الوطني"قال ان البيغوم ستطعن في نتيجة الانتخابات، مشيراً الى عمليات تزوير في 220 مركز اقتراع، كما اتهم الشرطة بالضغط على الناخبين لكي يصوتوا للشيخة حسينة، موضحاً ان أنصار الحزب منعوا من التصويت في مناطق عدة من البلاد. وأضاف ان حزبه قدم شكاوى رسمية الى اللجنة الانتخابية التي أعلن كبير انها ستحقق فيها. وكانت الانتخابات جرت بهدوء، واشرف عليها حوالى 20 الف مراقب من اللجنة الانتخابية بينهم 2500 أجنبي، كما اعتبرت"نزيهة"من قبل مجموعة من مراقبي الاتحاد الأوروبي ومنظمة أميركية نشرت 65 مراقباً في بنغلادش. وثمة خشية من ان يؤدي اعتراض"حزب بنغلادش الوطني"على نتائج الانتخابات، الى حصول أعمال عنف مماثلة لتلك التي هزت البلاد في تشرين الأول اكتوبر من عام 2006 وأسفرت عن سقوط 35 قتيلا، ما دفع الجيش الى التدخل عبر إقناع رئيس الجمهورية اياج الدين احمد بفرض حال الطوارئ وتشكيل حكومة موقتة ثم إلغاء الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في عام 2007. وكان فوز الشيخة حسينة متوقعاً، لكن انتصارها الكبير أذهل المراقبين الذين شككوا في قدرتها على الوفاء بوعودها الانتخابية، خصوصاً في ظل الأزمة المالية العالمية. ويعيش 45 في المئة من سكان بنغلادش تحت خط الفقر. وكانت كل من الشيخة حسينة والبيغوم تعهدتا بمكافحة الفساد وضبط التضخم ومواجهة تهديد"الإرهابيين"الإسلاميين. ويعتبر حزب الشيخة حسينة علمانياً وليبرالياً نسبياً، فيما تحالفت البيغوم مع إسلاميين أصوليين، ما ابعد عنها الناخبين المعتدلين الذين يشكلون الغالبية في البلاد. ومنذ عام 1991، تعاقبت الشيخة حسينة والبيغوم على حكم بنغلادش التي تعاني منذ 40 سنة من الانقلابات وأعمال العنف السياسي. والاثنتان ملاحقتان منذ عام 2007، بقضايا فساد واختلاس أموال عامة. والشيخة حسينة والبيغوم اللتان تكن كل منهما الكراهية للأخرى، هما وريثتا أسرتين سياسيتين: الأولى هي ابنة الشيخ مجيب الرحمن أول رئيس وزراء في بنغلادش المستقلة، قتله الجيش عام 1975، والثانية أرملة الرئيس ضياء الرحمن الذي اغتاله الجيش عام 1981.