احتفل سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، في إحدى الصحف الروسية "اكسبيرت" بانقضاء عام على إعلان فلاديمير بوتين بميونيخ"بيان العودة الروسية الى الساحة الدولية". وحذّر لافروف"الغرب"من"نشر عناصر المنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ في بولندا وتشيخيا"، ومن أثره في توازن القوى الاستراتيجي. ومدح معلقون إيرانيون سياسة روسيا الجديدة. وخصوا بالمديح انسحابها الأحادي من معاهدة الأمن الأوروبي، ونشرها تجهيزات عسكرية بأوروبا، وتقويم علاقاتها ب"الدول التي تواجه أزمات مع الولاياتالمتحدة"، وتقديم هذه الدول على غيرها "مردم سلاري". ويرد مارتن ولف، في"فايننشل تايمز"البريطانية، على خطاب بوتين في ترشيح ميدفيديف الى الرئاسة. فيلاحظ أن ادعاء بوتين الاضطلاع بنمو الاقتصاد الروسي 69 في المئة بين 1999 و2007 ينبغي أن يقارن بنمو اقتصاد 11 جمهورية من الجمهوريات السوفياتية السابقة فوق النمو الروسي. واقتصادات أوكرانيا وبولندا وإستونيا، أحرزت متوسطات نمو تقدمت نظيرها في روسيا. وبوتين قطف ثمرات إجراءات أقرها بوريس يلتسين قبله. ودولة بوتين"القوية"على زعمه هي دولة خارجة على القانون، ولا تلتزم المنافسة السياسية، وينهشها الفساد. والحق أن الغرب أساء معالجة مسألة الدين الروسي، ولم يسعفها على تجاوز المرحلة الانتقالية. ويصفق زورينا بويتش، في"كومرسانت"الروسية، لنجاح روسيا في تأجيل إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا سنة كاملة، ول"تأييد نحو ثلثي المجتمع الدولي موقف موسكو"من المسألة، والنجاح هذا"ورقة رابحة جديدة يسع موسكو التوسل بها عند معالجة ملفات الأقاليم الانفصالية في الفضاء السوفياتي السابق، وأبرزها أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في جورجيا". وأدى"نضال"صربيا وروسيا المشترك ضد الانفصال الى توثيق روابط المصلحة بين البلدين. وعلى خلاف هذا الرأي، تذهب يوليا بيتروفسكايا في"نيزافيسيماي اغازيتا"الروسية، في أواخر شباط، الى ان موسكو وبلغراد"خسرتا المعركة في كوسوفو". وتنصح العاصمتين ب"تجنب خطوات عبثية"مثل مهاجمة البعثات الديبلوماسية الأجنبية بصربيا أو تصريحات روسية نارية تهدد الدول التي تعترف بالإقليم بقطع العلاقات بها. وحين أعلن حلف الأطلسي ببوخارست، في مطلع أيار مايو، إرجاء ضم جورجيا الى برنامج الالتحاق بالحلف، قرر مجلس الدوما توطيد العلاقات بالإقليمين الانفصاليين أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، على ما لاحظ زازا باكشفيلي في موقع"غروزيا أون لاين"الجورجي. وأمرت موسكو سلاح جوها بقصف طائرة استطلاع جورجية تقوم بطلعة روتينية فوق الأراضي التي يراقبها الجانب الجورجي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. وعلى هذا،"انتقلت روسيا من طرف يرعى المفاوضة، ويفصل بين المتحاربين الى قطب في الصراع". وردّ بيري أندرسون، في"لندن ريفيو أوف بوكس"، توتر الطبقة الحاكمة الروسية في"مرحلة الاستقرار"، الى معضلات عميقة لا ينفع في علاجها تعاظم عوائد الخامات الأولية. فمكانة روسيا، وهي كانت دولة كبرى طوال ثلاثة قرون متصلة، انقلبت من حال الى حال. وأكبر بلد مساحة في العالم لا يملك قاعدة صناعية صلبة. وروسيا محشورة بين اتحاد أوروبي لا يفتأ يمتد ويتسع، وبين الصين وقوتها المتعاظمة، عدد سكانها 10 أضعاف عدد الروس. وهي منفية من التكتل الأوروبي، من غير رجاء عودة، ويلقي عليها المارد الصيني، شرقاً، بظله. وهذا ثقيل على روسيا لم تتخلّ عن عرقية البيض بإزاء الصفر. وعلّق وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في"روسياف غلوبالنوي بوليتيكي"على الحرب الروسية ? الجورجية، فكتب أن"المرحلة الجديدة من التطور العالمي تقوض، الى حد ما، الدور الأميركي، ويتنامى نفوذ مراكز قوى أخرى في الاقتصاد والتجارة الشاملة". وروسيا"جزء من الحضارة الأوروبية المسيحية الجذور"، ومحاولتها"بناء اقتصاد موجه نحو المجتمع يعتمد على الإرث الأوروبي"، وذهب ثورنيك غوردادز، مدير مرقب القوقاز بباكو، الى أن جورجيا وقعت في فخ نصبه"السلوفيكي"الأمن الاستخباري الروسي. وحمل روبيرت كاغان الحرب على ثأر من"الثورات الملونة". وتابعه بريجينسكي على رأيه. نشر في العدد: 16707 ت.م: 31-12-2008 ص: 28 ط: الرياض