سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مهرجان حاشد ل "حزب الله" في ضاحية بيروت الجنوبية تضامناً مع الفلسطينيين وحداداً على الشهداء نصرالله يرد على منتقديه : نخوض معركة الوعي ومعركة غزة تُحسَم في الميدان
تواصلت في لبنان أمس التحركات والتظاهرات المتضامنة مع غزة والمنددة بالعدوان الإسرائيلي. وشهدت غير منطقة لبنانية والمخيمات الفلسطينية مسيرات تضامن سلمية ولم يسجل خلالها أي حادث بعدما فرضت القوى الأمنية تدابير مشددة حول عدد من السفارات وبخاصة المصرية. وفي ملعب"الراية"في الضاحية الجنوبية لبيروت احتشد عشرات الآلاف من مناصري"حزب الله"تلبية لدعوة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله إلى"يوم الحداد والتضامن"، تحت عنوان"نصرة غزة". وهتفت الحشود مراراً لغزة و"الموت لأميركا"و"الموت لإسرائيل"كما استحضر بعضهم حذاء منتصر الزيدي الذي رمى به الرئيس الأميركي جورج بوش. وألقى نصرالله خطاباً بالحشود دعا فيه إلى"انتفاضة ثالثة في فلسطين وانتفاضات في العالمين العربي والإسلامي"، مطالباً الفلسطينيين ب"الوحدة". وقال إنه بالنسبة إلى الإدارة الأميركية"لا يعنيها من يحكم في لبنان أو في غزة أو في رام الله أو في بغداد أو في كابول أو أي عاصمة عربية أو إسلامية، بالنسبة إليها الاعتبارات الايديولوجية والدينية والعرقية والقومية ليست في الحسابات، فهي ليس لديها مانع بأن يحكم حزب إسلامي أصولي أو حركة إسلامية أي بلد من البلدان العربية ... المهم ما هو برنامجك السياسي وما هو موقفك من إسرائيل وأميركا، هل تقبل أن تسلّم نفطك وتبيعه بأثمان بخسة للشركات الأميركية؟ هل تقبل الخضوع للإرادة والمصالح الأميركية؟ هل تعترف بإسرائيل؟ هل أنت مستعد للتخلي عن مقدساتك وحقوق شعبك؟ هذا الذي يحكم الموقف الأميركي من أي جهة أو حركة أو نظام سياسي في العالمين العربي والإسلامي"، مستشهداً بمشاركة حركات إسلامية في الحكومة الأفغانية والحكومة العراقية. التناقض ليس مع"حماس"كحركة اسلامية، بل مع برنامجها السياسي". وأوضح نصرالله أن"الذي يُقاتل في غزة ليس العنوان الإسلامي انما برنامج المقاومة. اليوم إذا اتصل الأخ خالد مشغل أو أي من قادة المقاومة بأي من الوسطاء وقال نحن حاضرون للاعتراف بإسرائيل ومفاوضتها والقبول بالشروط يقف القصف في غزة وتقبل"حماس"، وليس لديهم مانع بأن تتسلم السلطة في غزة بل في الضفة الغربية أيضاً". وتابع نصرالله:"لا يجوز أن يشتبه الأمر على أحد. كذلك كانت المسألة في لبنان. مشكلة أميركا وإسرائيل مع"حزب الله"ليس لأنه حزب إسلامي أو ديني أو عقائدي على الاطلاق"، مشيراً إلى"أن الأميركيين يهددون اللبنانيين إذا نجحت المعارضة في الانتخابات"المقبلة. وأضاف:"إذا اتصل أحد من قيادة"حزب الله"بالأميركيين باسم الحزب، وهم يرغبون بالاتصال بنا والجلوس معنا والتحدث إلينا والتفاوض معنا، وقال لهم نحن كحزب حاضرون للاعتراف بإسرائيل والمساومة على المقاومة وأن نناقش في مسألة السيادة اللبنانية الحقيقية، سيساعدنا الأميركيون لنكون نحن السلطة في لبنان مع حلفائنا. ليس لهم مشكلة مع صلاتنا ولا مع صومنا ولا مع عمائمنا ولا مع لحانا، مشكلتهم الحقيقية هي مع برنامجنا السياسي الذي يرفض التخلي عن أسير وعن حبة تراب ونقطة ماء وجه عن سيادة واستقلال حقيقيين وهكذا المسألة اليوم في فلسطين". انتفاضة ثالثة وأضاف:"المستهدف في غزة ليس"حماس"أو"الجهاد الإسلامي"أو فصائل المقاومة، المستهدف هو بقية المقاومة وبقية الإرادة الفلسطينية والتمسك بالحقوق، ولذلك أضم صوتي إلى كل أصوات القيادات الفلسطينية التي دعت الى انتفاضة ثالثة في فلسطين وانتفاضات على امتداد العالمين العربي والإسلامي، لأننا في غزة اليوم، نواجه كأمة، معركة مصير فلسطين وليس مصير حكومة"حماس"ولذلك الدعوة اليوم الى كل الفصائل الى التوحد ونبذ الخلاف والابتعاد عن الشروط المسبقة والعمل بجد لوقف العدوان دون السماح لهذا العدوان بأن يحقق شيئاً من شروطه". وجدد نصرالله الدعوة الى الشعوب العربية والإسلامية إلى"مواصلة التحرك لأن العدوان مستمر"، داعياً الحكام العرب"الى المسارعة، حتى لو لم يعقدوا قمة، إلى بذل جهود حقيقية". وشدد على أن"الرهان يبقى على الوضع الميداني"، مشيراً إلى أن"الناس بدأت تنزل إلى الشوارع بالآلاف، بمئات الآلاف، وهذه علامة خير. هذه المشاهد التي نراها اليوم في العواصم العربية والإسلامية لم نرها في تموز يوليو 2006 وهذا يعني أن هناك تقدماً واضحاً في موقف الأمة وشعوبها ويجب أن يتصاعد ساعة بعد ساعة ويوماً بعد يوم وكلنا معنيون أن نقف وأن نتكلم وأن نصرخ". وقال نصرالله:"بالأمس عندما سميت الأشياء بأسمائها كنت أعرف مسبقاً أنني سأقابل بسيل من الاتهامات والشتائم وكنت مستعداً لذلك. الدفاع عن عزة يستحق أن يقدم الإنسان دمه في سبيل الله، فكيف إذا تعرض للشتائم؟"، معتبراً"أننا نخوض جميعاً معركة الوعي في الأمة واستنهاضها في مقابل حملات التضليل والتجهيل والكذب والافتراء الذي يمارسه كثيرون". وأشار نصرالله إلى أن"أحد الشتامين الكذابين قال على واحدة من القنوات العربية، إن"حزب الله"قصف السفارة المصرية في بيروت. فهل قصفها أحد؟ وقال تعمدنا عدم الذهاب إلى السفارة المصرية"لأننا نتفهم وندرك بعض الظروف الخاصة ولا نريد أن يدخل أحد على الخط". وأضاف:"نحن نقوم بتحرك سلمي ومطالبة سلمية بتغيير الموقف المصري، ولكن لسنا في صدد الاعتداء على أحد. نحن نخوض المعركة على امتداد العالمين العربي والإسلامي في مواجهة التضليل والاتهامات والأكاذيب كما حصل معنا في تموز". وانتقد نصرالله اتهام صحف عربية رئيسية حركة"حماس"وفصائل المقاومة بأنها"باعت شعبها وأهلها من اجل مصالح بعض الأنظمة الإقليمية، وتسمي سورية تحديداً". وسأل:"ما هي مصلحة سورية في أن يقتل الناس في غزة؟ بالعكس سورية التي لها رؤيتها وما يعنيها بادرت الى وقف المفاوضات غير المباشرة عبر تركيا". وكذلك انتقد اتهام"حماس"بأنها تدافع عن إيران في غزة، سائلاً:"عن أي إيران تدافع حماس؟ كما قيل في لبنان على مدى 33 يوماً ان المقاومة تدافع عن سورية او عن الملف النووي الإيراني. هذه سخافات واتهامات بغيضة وخبيثة وكريهة من أي كان صدرت". وقال أن"أول شرط لتعزيز صمود غزة هو أن يفتح الباب إليها. اليوم نقف أمام ما يجرى في غزة وكما كنا نقول في لبنان، الذي سيحسم الأمر هو الموقف الميداني. صحيح هناك أعداد كبيرة من الجرحى والشهداء، لكن حتى اليوم هناك ثبات القيادات العسكرية والسياسية والحضور الميداني للمقاومين من كل الفصائل والثبات الشعبي والاحتضان مستمر واستمرار انطلاق الصواريخ بالعشرات منذ اليوم الأول لبدء العدوان وهو دليل على قوة الموقف الميداني في غزة"، معتبراً أن"سلاح الجو الإسرائيلي سيعجز عن النيل من إرادة المقاومين الذين يطلقون الصواريخ وسيبقى سكان المستعمرات على مسافة 40 كيلومتراً من غزة، إما خارج مستعمراتهم أو في الملاجئ، والمعركة معركة وقت، والأخوة في غزة يعرفون هذا جيداً، الإسرائيلي لا يتحمل وقتاً طويلاً وستبدأ الأسئلة عن جدوى ما قاموا به... في غزة ما دامت إرادة المقاومة تطلق الصواريخ سيكتشف الإسرائيلي أنه فشل". وتابع:"إذا قرر خوض حرب برية، وهو الآن يخوض حرباً نفسية بمشاهد الدبابات والحشود، سيواجه بقوة المقاومين وستبدأ الخسارة الإسرائيلية ويرتفع الصوت. الميدان هو الذي سيحسم المعركة. كل ما نطالب به مصر والحكام العرب، هو توفير مقومات الصمود للمقاومة في غزة وعندها لن يكون مصيرها إلا النصر". وختم نصرالله داعياً إلى مواصلة التحرك على كل الصعد ل"مؤازرة إخواننا في غزة وآمل منكم بأن تبقوا دائماً على جاهزية لتلبية أي نداء أو موقف أو قرار". نشر في العدد: 16706 ت.م: 30-12-2008 ص: 18 ط: الرياض