جُرِح ما لا يقل عن 13 فلسطينياً اعتدى عليهم مستوطنون إسرائيليون نظموا تظاهرات عنيفة احتجاجاً على أمر بإخلاء مبنى متنازع عليه في مدينة الخليل في الضفة الغربية. وهاجم عشرات المستوطنين في الساعات الأولى من صباح أمس منازل فلسطينيين في قرى يتما وقبلان والساوية قرب نابلس، واعتدوا على ممتلكاتهم، فيما دنس آخرون مساجد في الضفة بعبارات معادية للإسلام. وقال شهود ل"الحياة"إن عشرات المستوطنين اقتحموا قريتي يتما وقبلان وهاجموا المنازل وأتلفوا إطارات أكثر من 20 سيارة، كما أحرقوا كميات كبيرة من أعلاف الحيوانات. وفي قرية الساوية جنوب نابلس المحاطة بثلاث مستوطنات وقرى سنجل وترمسعيا في رام الله، كتب مستوطنون شعارات مسيئة إلى الفلسطينيين والإسلام على جدران المساجد. ووصف رئيس الحكومة الفلسطينية الدكتور سلام فياض أمس أعمال المستوطنين ب"الإرهابية". وجدد مطالبته الاتحاد الأوروبي بعدم قبول طلب إسرائيل رفع مستوى العلاقة معها. وقال إن هذه الاعتداءات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي أو المستوطنون تمثل المشهد اليومي في الأراضي الفلسطينية. وأضاف أن"هناك تصعيداً في وتيرة اعتداءات المستوطنين، خصوصاً في الخليل ونابلس". وأشار إلى أن"هذا كله يجري في وقت لا تتردد إسرائيل في اتخاذ اجراءات في الاتجاه المعاكس، فعندما تتخذ محكمة إسرائيلية لا نعترف بشرعيها قراراً بإخلاء عائلة الكرد الفلسطينية من منزلها في القدس، تسارع السلطات الإسرائيلية إلى تنفيذ القرار، وعندما تتخذ المحكمة نفسها قراراً مماثلاً بإخلاء المستوطنين الذين يحتلون منزلاً عربياً في الخليل لا تفعل الشيء ذاته". وذكرت وكالة"فرانس برس"أن مجموعات من المستوطنين اليهود الشبان، مدعومين من ناشطين قوميين متشددين قدموا من إسرائيل، رشقوا منازل تخص فلسطينيين بالحجارة وسيارات للشرطة وحرس الحدود لساعات من دون أن يعترضهم أحد. ورد فلسطينيون برشق الحجارة حتى تدخل الجيش ضدهم. وأصيب ناشط يهودي بجرح خطر في الرأس، بحسب ما ذكر مصدر عسكري إسرائيلي. وتجمع المتظاهرون الإسرائيليون إثر إشاعات تفيد بأن الشرطة والجيش يعتزمان تطبيق قرار المحكمة العليا إخلاء المنزل المؤلف من أربع طبقات الذي يتنازع على ملكيته رجل الأعمال اليهودي الأميركي موريس ابراهام ومواطن فلسطيني من الخليل طعن في بيعه. وأطلق المستوطنون على البناء اسم"منزل السلام"، وهو يقع على الطريق التي تمتد من مستوطنة كريات اربع المجاورة للخليل إلى الحرم الإبراهيمي. وحصلت المواجهات في قطاع من الخليل يعيش فيه مئات المستوطنين اليهود تحت حماية الجيش. وفي شمال الضفة الغربية، وقعت صدامات بين مستوطنين من جهة وفلسطينيين وعناصر من حرس الحدود الإسرائيليين في إطار حملة ضد إخلاء المنزل. وقالت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية إن قوات الأمن اعتقلت 11 مستوطناً. وعمد المستوطنون أمس إلى تدنيس مساجد في قرى الضفة بكتابات تشتم النبي محمد وبرسم نجمة داود على جدرانها. وكتبوا اسم الخليل بالعبرية في إشارة إلى رفضهم قرار المحكمة بإخلاء المنزل الفلسطيني الذي احتلوه في المدينة. من جهة أخرى، ذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن وحدة إسرائيلية قتلت ناشطاً فلسطينياً ليل الاثنين - الثلثاء خلال توغل في مخيّم بلاطة للاجئين في نابلس شمال الضفة. وأوضحت أن وحدة خاصة إسرائيلية من المستعربين أطلقت الرصاص على محمد كمال أبو ذراع 28 عاماً بينما كان يستقل سيارة تنقله إلى سجن السلطة الفلسطينية الذي يبيت فيه ليلته مساء كل يوم. وأفاد شهود أن الشاب كان المسؤول المحلي عن"كتائب شهداء الأقصى"التابعة لحركة"فتح"، وأنه كان يحمل مسدساً. وأوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا أن أبو ذراع كان ضمن المجموعات المتفق على العفو عنها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأشارت إلى أنه"كان في طريقه من بيته إلى أحد المقرات الأمنية حسب الاتفاقات بخصوص العفو عن المطلوبين لقوات الاحتلال". رواتب غزة وكان فياض قال إن حكومته لن تتمكن من دفع رواتب الموظفين في قطاع غزة في موعدها المقرر اليوم بسبب منع إسرائيل تحويل الأموال من بنوك الضفة الى القطاع. وأضاف خلال احتفال بإطلاق مشروع مساعدات أميركية للقطاع الصحي الفلسطيني، أن"الحكومة ستقوم بصرف الرواتب غداً للموظفين في الضفة وغزة، لكنّ بسبب الإجراءات الاسرائيلية هناك شحاً كبيراً غير مسبوق في السيولة النقدية في البنوك". وأكد أنه"إذا لم تسمح إسرائيل بإدخال النقد، فلن تكون هناك إمكانية لصرف الرواتب في غزة، خصوصاً ونحن عشية عيد الأضحى". وكانت إسرائيل اتخذت هذا الإجراء أخيراً ضمن سلسلة عقوبات جماعية على غزة على خلفية التدهور الأمني الأخير. ويبلغ عدد موظفي السلطة في الضفة والقطاع نحو 160 ألفاً يحتاجون شهرياً إلى رواتب تقدر قيمتها بأكثر من 125 مليون دولار. وأشار فياض إلى أنه وجه رسائل إلى دول الاتحاد الأوروبي أوضح فيها أن قبول طلب اسرائيل رفع مستوى العلاقة معها في هذه المرحلة يمثل مكافأة لها على اعتداءاتها، وعلى خرقها حقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية. وحذر من"مكافأة إسرائيل"، خصوصاً في وقت تشهد الدولة العبرية انتخابات عامة، معتبراً أن مكافأتها تمثل"رسالة إلى الناخب الإسرائيلي مفادها أن إسرائيل تستطيع أن تفعل ما تشاء، وفي نفس الوقت تحصل على ما تشاء من المجتمع الدولي". ومن المقرر أن يبحث البرلمان الأوروبي غداً في طلب إسرائيل رفع مستوى العلاقة معها، بعدما رهن في حزيران يونيو الماضي رفع هذه العلاقة باحترام الدولة العبرية قوانين الاتحاد، وفي مقدمها احترام حقوق الإنسان. نشر في العدد: 16679 ت.م: 03-12-2008 ص: 11 ط: الرياض