شرعت شخصيات حزبية في إعلان نيتها الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في الجزائر، وأضيف، أمس، إلى قائمة المرشحين علي فوزي رباعين الذي أعلن ترشحه رسمياً باسم حزب"عهد 54". إلا أنه لا يُتوقع ترشح شخصيات"قوية"بعدما حسمت أحزاب"التحالف الرئاسي"أمرها للمرشح عبدالعزيز بوتفليقة لولاية ثالثة. وقال علي فوزي رباعين، وهو أحد مرشحي الرئاسة في الانتخابات التي جرت في 2004، إن تعديل الدستور الذي أقره البرلمان الجزائري منتصف الشهر الماضي يمثّل"تكريساً لنظام حكم مدى الحياة"وإنه"خرق واضح للمكاسب الديموقراطية التي تحققت في البلاد". وذكر رباعين الذي يقود حزباً صغيراً، أنه سيتقدم خلال الانتخابات الرئاسية ب"برنامج يتجاوب مع انشغالات الجزائريين، مع التركيز على حقوق الإنسان والحريات والتعددية النقابية وإيلاء دور مهم للإعلام الوطني في المجتمع". وتقترب هذه الطروحات مع تلك التي أطلقها في الانتخابات السابقة التي أبقت الرئيس بوتفليقة في الحكم لولاية ثانية. ويأتي إعلان رباعين ترشحه بعد ترشح رئيس"الجبهة الوطنية الجزائرية"موسى تواتي للمنافسة على الرئاسة. ويرفض كل منها أن تطلق عليه صفة"الأرنب"ويُقصد بها مرشح بلا حظوظ يعكس حضوره مجرد ضمان ديكور تعددي على الانتخابات. وبعدما وضعت"كتلة التغيير"داخل"حركة مجتمع السلم"التي تشارك في التحالف الرئاسي، نصب أعينها دخول الرئاسيات ب"مرشح حر"مستقل، فإن هذا الاحتمال بدأ يتوارى إلى الخلف بفعل"صلحة"تردد أنها جمعت طرفي الحركة التي زكت بوتفليقة لولاية ثالثة، ما يعني غياب مرشح"إسلامي"عن موعد نيسان أبريل المقبل، في وقت ما زال عبدالله جاب الله، الرئيس"المخلوع"من حركة الإصلاح الوطني، غير متفق على قرار واحد في شأن احتمال ترشحه، ونُقل عنه أخيراً أن"كل الاحتمالات واردة". ويتوقع مراقبون ألا تجلب هذه الرئاسيات كثيراً من المفاجآت بخصوص منافسين مفترضين للرئيس بوتفليقة الذي لم يعلن ترشحه رسمياً بعد، ويجري الحديث عن ترشح محتمل للويزة حنون زعيمة حزب العمال، في حين فضلت حركتا الإصلاح و النهضة الدخول باسم موحد قد يكون فاتح ربيعي، الأمين العام لهذه الأخيرة. أما سعيد سعدي رئيس"التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية"المعارض، فقد يجد نفسه"محرجاً"بعد قبول السلطة على لسان عدد من المسؤولين تواجد مراقبين دوليين لمتابعة انتخابات الرئاسة، والشائع أن سعدي ينظر إليه كأحد"الأرانب"التي يرجو محيط بوتفليقة دخولها الرئاسيات من أجل خلق منافسة تبدو"قوية"بين الرجلين. وراهنت فعاليات جمعوية غير معروفة أخيراً على سم الجنرال المتقاعد اليمين زروال، الرئيس السابق للجزائر، وبعثت بنداءات عبر وسائل إعلام محلية تدعم ترشحه. ويقول قريبون منه إن الأمر"أقرب إلى المستحيل"كون الرجل اعتزل السياسة ويعيش مرتاحاً في إقامته في ولاية باتنة شرق.