-1- هل شاهدتم غيماً أخضر يهبط، يعلو فوق جبالٍ في لون الفضةِ؟ هذا الغيم الأخضر يخطف أثوابَ البحر وينشر ألويةَ الفرح الغامض فوق جدارِ القلب وحول ضفاف الكلماتْ. -2- غيمٌ شتويٌّ يخرج من أعطافِ الشمس ويلعب بين يديها الحانيتين كطفلٍ يحبو ويداعبُ ماءَ أشعتها من أين أتى كيف تماهى في زرقةِ بحرٍ نشوانِ الموج وفي صحوِ سماءٍ عاشقةٍ للدفء؟ -3- غيمٌ صنعائي اللون يرفُّ على شُرفات الروح ويغسل نافذةَ القلب من الصدأ العالق في الآجُرِّ وفي الأحجار وفي وجه مدينتنا البيضاءِ. سلامٌ يا غيمَ البحر الهاطل من حيث تجيء الشمس ومن نكهة أغنيةٍ طازجة حالمةِ الإيقاعْ. -4- غيمٌ من مطرٍ لا ماءَ بهِ ينشر في الأفق بهاءً يشتاقُ إليه العشب ويشتاقُ إليه الأطفال وتشتاقُ إليه الشمس ويشتاق إليه الشعر وتشتاق إليه الموسيقى وعصافيرُ نهارٍ بارعةُ العزف ورائعةُ الألحان. -5- ذاتَ نهارٍ أخرجتُ يدي من نافذة الصبح لعل أصابَعها تمسك إيقاعاتِ الغيم وكانت شاردةً تتناثر فوق سطوح بيوتٍ تغمرها شمسٌ ناعمةٌ وهديلُ أغانٍ هاطلةٍ من زمنٍ مبتلٍّ بالدفءِ وموشومٍ بظلال طيورٍ سابحةٍ في ماءِ الضوء وراكضةٍ في أوديةِ الأحلام. -6- غيمٌ يتجمعُ يتناثر يرسم أشجاراً ونجوماً وحدائقَ يشرب ماءَ أصابعهِ ويظلل غابات الأسواق المزروعة بالناس وغابات الكلمات المسكونة بينابيع مياهٍ صافيةٍ ومعانٍ في لون سماوات الروح. -7- غيمٌ يخرج للنزهة من ظمأ الأرض ومن أعماق وهادٍ وشعابٍ محفوفاً بفراشات الوديان ونايات حقول البن إلى أين سيمضي؟ ها هوذا يتسلق قمةَ"غيمان" يجوس خلال شوارع صنعاء ويركض حيث يشاء على كتفيه رسومٌ فاتنةٌ لبيوتٍ وحقولٍ ريفيةْ! نشر في العدد: 16700 ت.م: 24-12-2008 ص: 31 ط: الرياض