علن رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني مساء أمس استقالته من منصبه، اثر ضغوط استمرت اياماً، قال سياسيون من"الائتلاف"الشيعي و"التحالف الكردي"ان سببها"اهانات وجهها رئيس البرلمان إلى النواب"، فيما اعتبر رئيس"مجلس الحوار"خلف العليان ماحدث"مؤامرة". وقال النائب عن الحزب الشيوعي مفيد الجزائري ل"الحياة"ان"الكتل السياسية عقدت اجتماعا امس مع المشهداني لإقناعه بالاستقاله فوافق، بعد مفاوضات سبقت موعد الجلسة، الا ان قوى التجمع التنسيقي البرلماني طالبته بعدم الانصياع لهذه الضغوط، ووعدته بأن تصوت ضد اقالته". ويتكون التجمع التنسيقي او"قوى 22 تموز"من كتلة الصدر و"العراقية"و"الحوارالوطني"ومستقلين. وأيد التجمع تمرير قانون انتخابات المحافظات، عبر اقتسام السلطة بين مكونات كركوك لكن مجلس الرئاسة رفضه. من جهته، قال النائب عن"الائتلاف الشيعي"حميد المعلة ان"المشهداني سعى منذ الصباح وبكل الوسائل والصلاحيات القانونية الى تعطيل انعقاد الجلسة، إذ أن أحداً لا يستطيع افتتاحها قانونا باستثنائه ما دام موجودا". وقال النائب في"التحالف الكردستاني"خالد شواني ل"الحياة"، إن التحالف يعتقد بأن المشهداني"بات غير قادر على الاستمرار في رئاسة البرلمان لعدم امتلاكه مواصفات قيادية تؤهله لذلك"، مشيرا إلى أن غالبية الكتل البرلمانية"صوتت على اقالته". واضاف أنه"حسب النظام الداخلي للمجلس سيتولى النائب الأول للرئيس إدارة الجلسات إلى أن ترشح جبهة التوافق أحد نوابها بدلا من المشهداني"الذي ينتمي إلى"مجلس الحوار الوطني"بزعامة النائب خلف العليان. والمجلس أحد مكونات الجبهة السنية إلى جانب"الحزب الإسلامي"برئاسة طارق الهاشمي و"مؤتمر أهل العراق"الذي يرأسه عدنان الدليمي، وتشغل الجبهة 41 مقعدا في البرلمان. واكد العليان في تصريح الى"الحياة" أن الاصرار على اقالة المشهداني او اجباره على تقديم استقالته"مؤامرة غير مقبولة"، مضيفا ان"الغاية من ذلك ليس المشهداني شخصياً، بل قوى التجمع التنسيقي البرلماني". وكانت مشادة كلامية حدثت بين المشهداني وأعضاء لجنتي الأمن والدفاع في جلسة الأربعاء الماضي حول قانون انسحاب القوات الأجنبية غير الاميركية من العراق، هدد خلالها بالاستقالة من منصبه بعد اتهامه عددا من النواب بالعمالة الى اطراف خارجية، ما دعا نوابا عن الائتلاف والتحالف الكردستاني وجبهة التوافق إلى المطالبة بإبداله. وقالت النائب عن الائتلاف ايمان الاسدي ان نقاشات جرت مع المشهداني منذ صباح امس تناولت استقالته من اجل التوصل الى حل، مشيرة الى ان الحديث تطرق الى الصعوبات في موضوع الاستقالة ومسألة تسمية البديل. وأكددت أن"لديه رؤية معينة في موضوع البديل ومن سيكون". واضافت انه طالب بأن يسود الهدوء جلسة البرلمان كي تنتهي المشكلة ويتم التوصل الى قرار نهائي. سيرة ذاتية محمود المشهداني رئيس مجلس النواب العراقي رئيس الاتحاد البرلماني العربي، ولد في بغداد عام 1948 وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والاعدادية فيها. التحق بكلية الطب عام 1966 ليتخرج برتبة ملازم أول طبيب عام 1972. اعتقل عندما كان برتبة رائد طبيب عام 1980 لمعارضته الحرب العراقية - الايرانية. واعتقل مرة ثانية بداية عام 2000 بتهمة القيام بأعمال مناوئة للنظام السابق. حكم عليه بالسجن خمسة عشر عاماً وصودرت أمواله المنقوله وغير المنقوله. اطلق نهاية عام 2002 بالعفو العام. ترأس المكتب السياسي لمنظمة الدعوة والارشاد بعد سقوط النظام وهو من مؤسسي مجلس الحوار الوطني عام 2004. اعتقلته القوات الأميركية عام 2004 ووزارة الداخلية عام 2005 بتهمة تأييده للمقاومة. انتخب رئيساً للبرلمان عام 2006 وللبرلمان العربي في دورة عام 2008. صدر له ديوان شعر في عنوان"عندما تذبل ورود الزعفران"عام 2007. خلال فترة إدارته جلسات البرلمان اعترض معظم الكتل البرلمانية على أدائه بسبب تعليقاته الساخرة. وأقدم حراسه عام 2007 على ضرب نائب، ما سبب اندلاع أزمة كبيرة داخل البرلمان. نشر في العدد: 16700 ت.م: 24-12-2008 ص: 10 ط: الرياض