تدير الأحزاب السياسية المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات في العراق حملة دعائية لحض الاهالي على المشاركة في الانتخابات منفصلة عن حملة الترويج لها التي تقوم بها المفوضية العليا للانتخابات، فيما نظمت مؤسسات ومنظمات مستقلة حملة دعائية تهدف الى تشجيع الاهالي على الحضور الى مراكز الاقتراع وكتابة تعليق"لا انتخب"لمنع استخدام اصواتهم لتزوير نتائج الانتخابات. وحض زعيم"المجلس الاعلى الاسلامي العراقي"عبدالعزيز الحكيم المواطنين على المشاركة في الانتخابات محذرا الاحزاب المشاركة فيها من التشهير ببعضها اثناء الحملة الانتخابية، ودعا الأجهزة الأمنية الى عدم التدخل في الانتخابات. واكد الحكيم في كلمة افتتح بها المؤتمر الرابع عشر للمبلغين والمبلغات امس ان"الاحزاب والكتل السياسية مطالبة بالالتزام بالمعايير الاسلامية في الدعاية الانتخابية والحذر من التشهير وتسقيط الآخرين"، مناشداً الجميع"التنافس بجو شريف، والحرص على خير المواطنين وليس التنافس من اجل الحصول على مكاسب دنيوية زائلة". وقال انه"يحق لأي حزب ان يتحدث عن محاسن مرشحيه لكن ليس من حقه ان يتحدث عن مساوئ غيره". واضاف:"علينا ان لا نقع في فخ التبرير لأنفسنا اثناء المنافسة الانتخابية بشكل يدفعنا الى عمل اي شيء يتيح لنا الفوز". وطالب المبلغين والمبلغات بدعوة الناس الى"انتخاب الاصلح ممن يتمتعون بالكفاءة والقدرة على خدمة الناس وتثقيفهم للمشاركة الفاعلة والابتعاد عن مقاطعة الانتخابات". وطالب الحكيم الأجهزة الأمنية ب"عدم التدخل في الانتخابات لأن واجباتها حماية القانون والدستور وأمن المواطنين وليس التدخل في قراراتهم". ومع انخفاض نسبة التسجيل الناخبين، على رغم تمديد المفوضية العليا للانتخابات فترة التسجيل لأربع مرات متتالية، تبرز المخاوف في اوساط الأحزاب المشاركة في الانتخابات من احتمال مقاطعة كبيرة تحرمها من تحقيق نتائج جيدة، في مقابل مخاوف مماثلة لدى منظمات المجتمع المدني المراقبة للانتخابات من احتمال ارتفاع نسبة التزوير باستخدام بطاقات الناخبين المقاطعين. ورفعت بعض الأحزاب لافتات تحاكي تلك التي رفعتها المفوضية العليا للانتخابات تطالب المواطنين بالمشاركة في انتخاب ممثليهم، وعدم اللجوء إلى أسلوب المقاطعة، فيما دعت بعض منظمات المجتمع المدني التي تراقب الانتخابات المواطنين إلى المشاركة وكتابة عبارة"لا انتخب"في حال عدم قناعتهم بالمرشحين لضمان عدم استغلال بطاقاتهم في عمليات التزوير. ويقول سمير الركابي، عضو مكتب سكرتارية الحزب الشيوعي العراقي، وهو احد الاحزاب المشاركة في الانتخابات، إن العزوف عن المشاركة بات مشكلة رئيسية تواجهها الأحزاب خصوصاً تلك التي لم تحظ بمقاعد كافية في الانتخابات الماضية وتسعى إلى زيادة رصيدها من المقاعد. ويلفت الركابي الى أن الأحزاب العلمانية لجأت إلى محاولة استمالة الناخبين ممن يرفضون المشاركة بسبب عدم رضاهم عن أداء السياسيين في الاحزاب الدينية، مشيراً الى ان عدم مشاركة هؤلاء سيتسبب في خسارة كبيرة للأحزاب المشاركة في الانتخابات. ويرجح حسين العادلي، الأمين العام للتيار الإسلامي الديمقراطي، عدم قدرة الدعاية الانتخابية للأحزاب على استمالة الناخبين العازفين عن التصويت. ويقول ان تعويل الأحزاب الدينية على هؤلاء الناخبين بات ضعيفا مع استحالة انتزاع دعم المرجعية الدينية لاحدى القوائم المشاركة على حساب الآخرين. ويرى العادلي ان مراهنة الأحزاب على الناخبين العازفين عن المشاركة والبرامج الانتخابية أمر ضروري في ضوء انخفاض نسبة الناخبين الذين سجلوا أسماءهم التي أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات. أما المنظمات المتخصصة بمراقبة الانتخابات، وبينها منظمة الحفاظ على نزاهة الانتخابات في كربلاء، فتسعى بدورها إلى استمالة الناخبين الرافضين ليس لتوجيه أصواتهم نحو حزب معين بل لمنع وقوع عمليات التزوير باستخدام البطاقات الخاصة بالناخبين. ولجأت المنظمة الى عقد ندوات تثقيفية حضت المواطنين الذين ينوون المقاطعة على المشاركة وكتابة عبارات بديلة من اختيار المرشحين مثل عبارة"لا انتخب"و"لا أثق بأحد"و"لا احد يمثلني"لضمان اهمال بطاقة الترشيح ومنع استخدامها لاغراض التزوير. وكانت رئيسة المنظمة تيسير مال الله حذرت من احتمالات ارتفاع نسب التزوير في الانتخابات في حال زادت نسب المقاطعة، وقالت ل"الحياة"ان منظمتها تنفذ حملة توعية في ارياف وقرى كربلاء بالتزامن مع حملات مشابهة لمنظمات على امتداد العراق لحض الاهالي على التوجه الى صناديق الاقتراع حتى لو اختاروا المقاطعة بهدف منع التزوير. نشر في العدد: 16695 ت.م: 19-12-2008 ص: 9 ط: الرياض