أعربت روسيا امس، عن قلقها من خطط أميركية لإقامة قواعد عسكرية في كازاخستان وأوزبكستان، وذلك قبل ساعات من وصول السناتور الجمهوري ريتشارد لوغار إلى موسكو للبحث في مستقبل العلاقات بين البلدين. ونقلت وكالة أنباء"نوفوستي"الروسية عن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية جنرال الجيش نيكولاي مكاروف استبعاده أي تغيير في السياسة الخارجية لأميركا مع تسلم الرئيس المنتخب باراك أوباما مهماته الشهر المقبل. وقال ماكاروف إن"القواعد العسكرية الأميركية انتشرت في مناطق العالم كافة، بما فيها أوروبا، اذ نشر الأميركيون قواعد في بلغاريا ورومانيا، ويخططون بحسب معلوماتنا، لإنشاء قواعد في كازاخستان وأوزبكستان"الواقعتين في منطقة آسيا الوسطى. واتهم ماكاروف الولاياتالمتحدة بدفع جورجياوأوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي الناتو، مؤكداً أن روسيا تشعر إزاء ذلك بالقلق من نشر تشكيلات وقواعد تابعة ل"الاطلسي"عند حدودها. وقال إن في وسع تلك التشكيلات والقواعد التحوّل إلى وضع الاستعداد القتالي في ساعات معدودة، مذكراً بتصريحات أوباما التي اعتبر فيها أن من الضروري حشد كل القوى والوسائل من أجل مراقبة التحولات الديموقراطية في روسيا والصين. تزامن ذلك مع اعلان موسكو أنها ستجري العام المقبل محادثات مع الأوكرانيين في شأن مستقبل وجود قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي على الأراضي الأوكرانية، في حين تحدث مسؤولون عسكريون روس عن احتمال تزويد الهند غواصات نووية روسية قريباً. وأفادت وكالة أنباء"نوفوستي"أن الطرفين الروسي والأوكراني اتفقا على إجراء جولة جديدة من المحادثات في أوائل العام 2009، في شأن مستقبل قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي في سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وأوضحت الوكالة أن نائبي وزيري خارجية البلدين اتفقا على عقد لقاء في كييف العام المقبل، لمناقشة القضايا الرئيسة للعلاقات الثنائية، بما في ذلك وجود أسطول البحر الأسود الروسي في أوكرانيا وتشغيله. ومعلوم أن أسطول البحر الأسود الروسي يستخدم مجموعة من المرافق البحرية في شبه جزيرة القرم، من بينها القاعدة الرئيسة في سيفاستوبول. وينظم الوجود العسكري الروسي في أوكرانيا اتفاق تم التوصل إليه في العام 1997 وينتهي مفعوله في العام 2017. لكن الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو أعلن بعد أزمة القوقاز الصيف الماضي، أن بلاده لا تنوي تمديد عقد الإيجار في قاعدة سيفاستوبول ودعا الروس إلى سحب قواتهم من بلاده. في المقابل، أعلنت موسكو أنها تريد التفاوض في شأن هذه المسألة، لكنها بدأت في الوقت ذاته البحث عن مناطق أخرى لإنشاء قاعدة لأسطولها. على صعيد آخر، ذكرت مصادر عسكرية روسية أمس، أن سفناً من البحرية الروسية ستشارك في مناورات تنظمها الهند العام المقبل. ونقلت وكالة أنباء"انترفاكس"عن ايغور ديغالو نائب قائد القوات البحرية الروسية أن السفن الروسية ومن بينها المدمرة الاميرال فينوغرادوف ستتوجه الى عدد من المرافئ الأجنبية وستشارك في مناورات"ايندرا-2009"في المحيط الهندي وبحر العرب. وأضاف ديغالو أن السفينة النووية - قاذفة الصواريخ"بطرس الأكبر"ستنضم إلى المناورات. هجوم على جورجيا على صعيد آخر، دانت روسيا ما وصفته بأنه"استفزازات"من جانب الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي، عشية جولة تفاوض جديدة في جنيف برعاية الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وأصدرت الخارجية الروسية بياناً امس، حملت فيه بقوة على ساكاشفيلي وحذرت من محاولات تصعيد الموقف. واعتبر البيان أن"من المهم التوافق على آليات ملموسة لتفادي مزيد من إراقة الدماء في المنطقة"في مواجهة"استفزازات ساكاشفيلي التي تنذر بالأسوأ"و"انتشار القوات المسلحة والشرطة الجورجية في مناطق محاذية"لجمهوريتي ابخازيا وأوسيتيا الجنوبية. نشر في العدد: 16693 ت.م: 17-12-2008 ص: 13 ط: الرياض عنوان: روسيا قلقة من خطط أميركية لنشر قواعد في آسيا الوسطى