كرّت سبحة التوقعات القاتمة عن أداء صناعة السيارات في العالم، نتيجة الانخفاض الحاد في حركة المبيعات الذي يهدد الشركات الأميركية بالإفلاس في حال لم تُقر المساعدة الفورية لها، وبات يؤثر في الصناعة الأوروبية واليابانية في مجالات مختلفة، ما دفع أربابها إلى توقع صورة قاتمة عن مستقبل هذه الصناعة. ففي الولاياتالمتحدة، أعلنت شركة"جنرال موتورز"الأميركية لصناعة السيارات، اتجاهها إلى"خفض إنتاجها في شكل لافت في أميركا الشمالية في الأشهر الثلاثة الأولى من 2009 ، ليصبح 350 ألف سيارة، ما سيدفعها الى تطبيق إجراءات بطالة تقنية في 20 مصنعاً". وتريد"جنرال موتورز"، التي تواجه صعوبات ويُعتبر مستقبلها القريب مرهوناً بإرادة واشنطن، إجراء خفض إضافي بمقدار 250 ألف وحدة في إنتاجها في الربع الأول من العام مقارنة بتوقعاتها الأخيرة، التي رجحت إنتاج 600 الف سيارة في اميركا الشمالية. وبذلك، فإن الإنتاج المستهدف للشركة"سيكون اقل بنسبة 59 في المئة من عدد السيارات المنتجة في الفترة ذاتها من العام الجاري، والبالغ 855 ألف سيارة". وعزت الشركة في بيان اتخاذ هذا الإجراء"الصارم"إلى"التراجع الشديد في نشاط سوق السيارات الآن"، لافتاً إلى"انكماش نشاط السوق الأميركية في شكل سريع وخطير لا سابق له، وهي تراجعت بنسبة 36 في المئة في تشرين الثاني نوفمبر على مدى عام، وانخفضت مبيعات الشركة في الفترة ذاتها بنسبة 41 في المئة". وتوقع محللون تراجع المعروض في سوق السيارات الأميركية الى اقل من 13 مليون وحدة هذا العام، في مقابل 16 إلى 17 مليوناً في السنوات الأخيرة، فيما التوقعات للسنة المقبلة"أسوأ"نتيجة الانكماش. وستساهم كندا في 20 في المئة من قيمة مشروع المساعدة الأميركية في حال أُقرّ، إذ أعلن وزير الصناعة الكندي توني كليمان، أن الحكومة الفيدرالية الكندية وحكومة مقاطعة أونتاريو،"اتفقتا على تقديم مساعدة ب 2.8 بليون دولار لقطاع السيارات الكندي"، مؤكداً"الاستعداد للتحرك سريعاً عندما يقر الأميركيون"مساعدة لقطاع السيارات الأميركي. وأوضح ان المساعدة"ستكون بنسبة حصة كندا في إنتاج"شركات السيارات الثلاث"الأميركية، التي تصل الى 20 في المئة". ولم تكن التوقعات الأوروبية عن الأسواق أفضل، إذ كشف رئيسا"رينو - نيسان"كارلوس غصن و"فيات"سرجيو مارشيوني، ان سوق السيارات"ستتراجع بدرجة أكبر السنة المقبلة، بعدما دفع الانخفاض الحاد في مبيعات"الثلاثة الكبار"في الولاياتالمتحدة الى طلب تدخل الدولة لإنقاذهم وهو ما رفضه الكونغرس". وفي ألمانيا، أفادت صحيفة"فيرتشافت ووتشه"الأسبوعية أن شركة"بي أم دبليو"تجهز مساعدة مالية لشبكة موزعيها في ألمانيا لا تقل عن 100 مليون يورو 132.7 مليون دولار. واستبعد غصن"حلاً سريعاً لأزمة صناعة السيارات"، موضحاً أن الأزمة"مالية في المقام الأول فيما اعتمد القطاع كثيراً على الائتمان". وأعلن مارشيوني في تصريح الى صحيفة"لا ريبوبليكا"،"بقاء ست شركات لصناعة السيارات في الأجل الطويل من 50 شركة الآن". كما لم تسلم صناعة السيارات في اليابان، إذ أفادت وسائل اعلام يابانية، أن"تويوتا موتور"في صدد إعلان خسائر تصل إلى 100 بليون ين 1.11 بليون دولار من تشرين الأول أكتوبر إلى آذار مارس، كما يُتوقع أن تخفض تقديرات أرباحها مرة أخرى. ونقلت وكالة الأنباء اليابانية"كيودو"عن مصادر مطلعة، أن تعديل توقعات الشركة يأتي من الانخفاض الحاد في مبيعات السيارات في العالم واستمرار ارتفاع قيمة الين في مقابل الدولار. وخفّضت"تويوتا"توقعاتها للأرباح في النصف الثاني من السنة المالية في بداية تشرين الثاني، وكانت توقعت ربحاً صافياً بقيمة 550 بليون ين أي حوالى 5 بلايين دولار، بانخفاض نسبته 68 في المئة عن العام السابق. وتوقعت المصادر أن تبلغ قيمة خسائر الشركة في تشرين الأول وآذار بليون دولار. نشر في العدد: 16690 ت.م: 14-12-2008 ص: 18 ط: الرياض