نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمس عن مصدر قريب من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما أن الولاياتالمتحدة ستقترح على الدولة العبرية"مظلة نووية"لمواجهة التهديد الإيراني. وأكدت أن واشنطن تعتزم إعلان أن أي هجوم نووي تشنه طهران على إسرائيل ستكون له انعكاسات هدامة، وسيتم الرد عليه بهجوم نووي أميركي. وكتب المعلق السياسي في الصحيفة المعروف بمصادره الوثيقة في الإدارة الأميركية ألوف بن أنه يمكن تفسير هذه"الضمانة"لإسرائيل على أنها تسليم أميركي بسلاح نووي في يد إيران، وهو ما يثير حفيظة الاستخبارات الإسرائيلية. ولفت إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية المعينة هيلاري كلينتون طرحت هذه الفكرة خلال حملتها الانتخابية لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة، وأنها خلال إحدى المواجهات المتلفزة مع أوباما دعت إلى منح إسرائيل ودول عربية أخرى في المنطقة"سنداً رادعاً". وقال:"ينبغي على الإيرانيين أن يدركوا أن هجوماً على إسرائيل سيقابَل بهجوم مكثف". واقترحت أن تشمل المظلة الأميركية دولاً أخرى في المنطقة مثل دول الخليج"في حال تنازلت هذه عن طموحاتها النووية". وبحسب المصدر الأميركي، فإن المظلة سيتم دعمها بتحسين القدرات الدفاعية الإسرائيلية لمواجهة الصواريخ. وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس جورج بوش خطت خطوة أولى في هذا الاتجاه بنصب منظومة إنذار مبكر في النقب قادرة على التبليغ عن إطلاق صواريخ من إيران إلى إسرائيل بعد وقت قصير من الإطلاق. ونقل المعلق السياسي عن مصدر أمني إسرائيلي تحفظه عن نية الإدارة الأميركية توفير مظلة نووية وقوله:"ما الجدوى من هذا التعهد ممن تردد في معالجة الملف الايراني قبل أن تبلغ طهران قدرات نووية؟ وأي صدقية ستكون لهذا التعهد عندما تصبح إيران نووية؟". واعتبر أن مجرد الحديث عن"مظلة نووية"يمس بالجهود الدولية لفرملة المشروع الإيراني النووي. وبحسب مصدر في إدارة الرئيس الأميركي الحالي، فإن الاقتراح بتوفير المظلة"سخيف يفتقر إلى الصدقية"، إذ"ما الفائدة من تورط الولاياتالمتحدة في حرب مع إيران بعد أن تكون مدن إسرائيل دمرت بالهجوم النووي الايراني؟". وكتب المعلق أن الانشغال في هذه المسالة الآن يأتي على خلفية تقديرات استخباراتية حديثة تفيد أن إيران بلغت العام الماضي"العتبة التكنولوجية"ولديها اليوم تكنولوجيا لتخصيب اليورانيوم. وأضاف أن فكرة تقديم"مظلة نووية"لإسرائيل ولدول عربية معتدلة وردت في وثيقة التوصيات التي قدمها"مركز سبان للسياسة الشرق أوسطية"برئاسة السفير السابق مارتين انديك. وجاء في التوصيات التي وضعها طاقم ضم عدداً من الموظفين السابقين في البيت الأبيض أنه"رغم أن لإسرائيل قدرات نووية كافية لرد مكثف على هجوم نووي إيراني عليها، فإن وعداً بعملية انتقام أميركية يمنح إسرائيل هدوءاً نفسياً وسياسياً مهماً ويعزز الردع مقابل ايران". ويقدّر معدو الوثيقة أنه في حال اقتنعت إسرائيل بصدقية"المظلة النووية"الأميركية، فإن ثمة احتمالاً كبيراً بأن تقبل بالعيش إلى جانب إيران نووية. ويتحفظ معدو التقرير عن هجوم عسكري أميركي أو إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية ويقترحون توسيع رقعة المظلة لتشمل مصر والأردن والسعودية ودول الخليج الصغيرة. وأكد المعلق أن أحد الداعمين المتحمسين لفكرة المظلة هو زبيغنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، والذي يصفه المعلق الإسرائيلي بأنه أحد أشد المنتقدين للسياسة الإسرائيلية لدعمه فكرة تخلي إسرائيل أيضاً عن قدراتها النووية بهدف تعزيز الجهود الأميركية للضغط على إيران. نشر في العدد: 16688 ت.م: 12-12-2008 ص: 9 ط: الرياض