امتدت الاضطرابات في اليونان التي استمرت لليوم السادس على التوالي امس، احتجاجاً على مقتل فتى برصاص الشرطة، الى مدن أوروبية كثيرة، في تحرك شعبي رجح البعض ان ينتهي بالدعوة الى اجراء انتخابات اشتراعية مبكرة خلال اشهر. ورشق طلاب بالحجارة عشرة مراكز للشرطة في اثينا على الأقل، فيما دارت مواجهات"كر وفر"بين الطرفين، ادت الى اصابة شخص على الأقل، في وقت تواصلت المواجهات المتفرقة في البلاد. واستمر التوتر في اثينا ومدينة سالونيكي شمال البلاد، حيث يعتصم طلاب في مدارسهم وجامعاتهم منذ مقتل الفتى الكسي غريغوربولوس 15 سنة برصاص الشرطة السبت الماضي. ويسعى الطلاب الى تنظيم تظاهرة اليوم في العاصمة، حيث اغلقوا طرقات تشهد ازدحاماً كما عمدوا الى قلب سيارات للشرطة. ويمنع القانون في اليونان الشرطة من التدخل في الجامعات. ودارت صدامات بين شبان وعناصر الشرطة امام سجن كوردالوس الرئيسي في اثينا، والذي شهد الشهر الماضي اضراباً عن الطعام قام به السجناء، في اطار حركة احتجاج في كل السجون اليونانية على اكتظاظها وظروف الاعتقال السيئة. وأبدى يونانيون كثر غضبهم من أن الشرطي ايبامينونداس كوركونياس المتهم بقتل الفتى، لم يعرب عن ندمه امام المحققين. وقال انه أطلق طلقات تحذيرية دفاعاً عن النفس، ارتدت لتقتل الفتى. ووجهت الى كوركونياس رسمياً تهمة القتل العمد واستخدام سلاحه بصورة غير مشروعة، كما اتهم زميله الذي كان معه لدى وقوع الحادث، بالتواطؤ. ووضع الاثنان قيد التوقيف الاحترازي في انتظار محاكمتهما. وتستغرق القضايا في اليونان أشهراً كي تصل الى المحكمة. وتسببت المواجهات، وهي الأسوأ في البلاد منذ سقوط الحكم العسكري في عام 1974، بإصابة 70 شخصاً منذ السبت، كما تضررت المئات من المحال التجارية. وأعلن رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كرامنليس سلسلة تدابير للتعويض مادياً عن الشركات المتضررة. وتخطت المواجهات حدود اليونان، اذ احتج يونانيون أيضاً في كل من باريس وبرلين ولندن وروما ولاهاي وموسكو ونيويورك وايطاليا وقبرص. وفي مدريد وبرشلونة في اسبانيا، هاجم شبان مراكز شرطة ومصارف بعد تظاهرات احتجاج على مقتل الفتى اليوناني، ما ادى الى اصابة 11 شخصاً وعنصر في الشرطة. ووقعت حوادث مماثلة في روما وبولندا في ايطاليا. وكان كرامنليس رفض دعوة الحزب الاشتراكي المعارض الى الاستقالة والدعوة الى إجراء انتخابات اشتراعية مبكرة. غير ان استاذ العلوم الجيو-سياسية في جامعة السوربون في باريس جورج بريفيلاكيس، قال ان"السيناريو الأكثر ترجيحاً الآن هو ان كرامنليس سيدعو الى انتخابات خلال شهرين او ثلاثة". اما ديمتريس كيريديس استاذ العلوم السياسية في جامعة مقدونيا، فاعتبر ان"اليونانيين أمطروا في السنوات الأخيرة بأخبار عن اخفاقات سياسييهم وقيادات الكنيسة والقضاة ورجال الاعمال والصحافيين وتقريباً كل من له صلة بالحياة العامة". وأضاف:"هناك تراكم للاستياء الاجتماعي يتصل بقلة الفرص المتاحة للشبان، إضافة الى أزمة اقتصادية، ما أوجد السياق لاضطراب اجتماعي هائل". نشر في العدد: 16688 ت.م: 12-12-2008 ص: 8 ط: الرياض