حصل رئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري، في اليوم الثاني لزيارته موسكو على المزيد من الدعم الروسي للبنان واستقلاله واستقراره. وأجرى الحريري محادثات مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في مقره الخاص في ضواحي موسكو، في حضور مدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الروسية سيرغي فيرشيني ونائب رئيس جهاز إدارة الحكومة الروسية يوري اوتاكوف ورئيس الهيئة الفيدرالية للتعاون العسكري ميخائيل ديميترياف ومستشار النائب الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان. ووزع المكتب الإعلامي للحريري وقائع اللقاء الذي خاطب فيه بوتين الحريري بالقول:"حضرة الشيخ سعد الحريري المحترم، أتذكر بحرارة بالغة اجتماعاتنا السابقة عندما التقينا في موسكو وفي سوتشي، وأنا مسرور جداً بأن اجتمع مرة أخرى معكم هنا في موسكو، وأهلاً وسهلاً بكم. بالأمس زارنا رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني، وطلب منا ان ننقل إليكم تحياته. هناك علاقات طيبة جداً تربط بلدنا مع العالم العربي بعامة ومع لبنان بخاصة، ونحن مسرورون جداً بأن نرى عملية التطبيع في لبنان تكتسب وتيرة في هذه الأيام، وفي الوقت نفسه نحن نتفهم أن الأوضاع في المنطقة لا تزال مقلقة، ولكننا لا نزال مستعدين لأن نبذل قصارى جهدنا في سبيل تطبيع هذه الأوضاع، لكي تتطور نحو المجرى الإيجابي". وتابع بوتين قائلاً:"نظراً الى الأوضاع الراهنة في العالم، وأعني قبل كل شيء الأزمة المالية العالمية، فإنني على ثقة بأن مشاركة البلدان العربية في حل هذه المشاكل ممكنة ويجب ان تكون فعالة، ونحن نتطلع، ونرحب بأن يستعيد لبنان دوره التقليدي، ويكون بمثابة المركز المالي، ليس لمنطقة الشرق الأوسط فحسب بل للعالم كله". ورد الحريري شاكراً بوتين وقال:"نحن نطمح دائماً بأن تلعب روسيا دوراً كبيراً في العالم العربي وفي لبنان، ولبنان مر بمرحلة صعبة جداً ولكن بفضل أصدقائه وخصوصاً روسيا، استطعنا أن نتجاوز هذه الأوضاع، ونحن الآن نطبق اتفاق الدوحة، والحوار جار في لبنان، برعاية عربية ودولية، وأنا أعلم إنكم تتابعون هذا الأمر. وكما قلتم فإن الأوضاع في المنطقة لا تزال ضبابية، ونأمل بأن تلعب روسيا دوراً فعالاً كدولة كبرى وعظمى، لأن هذه المنطقة تحتاج الى سياسة روسيا لتهدئة الأوضاع". وشكر الحريري بوتين على"دعمه المستمر للبنان، وپ"خصوصاً لناحية مساعدته على استرجاع مزارع شبعا المحتلة من اسرائيل. وعلى كل ما قمتم به حيال المحكمة الدولية وكل القرارات الدولية التي دعمتها روسيا وساعدت في إقرارها". وطمأنه الى ان"لبنان والمصارف اللبنانية، بفضل القوانين الصارمة التي وضعها المصرف المركزي على المصارف، لم يتأثر بالأزمة المالية العالمية". ووصف الحريري اللقاء الذي دام ساعة كاملة بپ"الممتاز"وقال ان"الرئيس بوتين أكد دعمه للبنان وللقضية اللبنانية، خصوصاً في ما يتعلق بالاستقرار في لبنان والحوار بين اللبنانيين، وأيضاً بالنسبة الى وضع المنطقة. ولا شك في أن روسيا مهتمة بأن تلعب دوراً في منطقة الشرق الأوسط، ونحن نرى ان هذا الدور سيكون إيجابياً وداعماً لكل القضايا اللبنانية، وخصوصاً بالنسبة الى استرجاع مزارع شبعا كذلك تطرقنا الى وجوب تنشيط التبادل الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات بين البلدين". ولفت الى ان البحث تطرق الى تطوير قدرات الجيش اللبناني والقوى الأمنية"وكان الرئيس بوتين مشجعاً جداً لذلك، وأبدى استعداد روسيا لمساعدة الجيش اللبناني. وعلينا ان نضع خطة يحملها وزير الدفاع اللبناني عندما يزور روسيا، وهم مستعدون لتقديم الأسلحة التي يحتاجها الجيش اللبناني". وأضاف ان البحث تطرق الى التبادل الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات بين البلدين وقال:"نأمل بأن يفتتح في لبنان مركز لكل المنتجات الروسية، فيعمل لبنان على تسويقها في المنطقة العربية كلها". واستكمل الاجتماع في مقر إقامة الحريري في فندق"ريتز كارلتون"مع فريق بوتين. وحين سئل الحريري عن تعليقه على الاعترافات التي أدلى بها موقوفون عبر التلفزيون السوري والاتهامات التي وجهت الى حركة"فتح الإسلام"فضل عدم الرد"على أكاذيب النظام السوري من موسكو حتى لا يقال إني استغل هذه الزيارة خصوصاً اننا نقدر هذه الدولة ونحترمها، وعندما أعود الى بيروت سأرد على كل الأكاذيب بالتفاصيل". وعلمت"الحياة"ان المحادثات بين بوتين والحريري تركزت على العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة وجدد بوتين دعمه من دون تحفظ للمحكمة الدولية لمقاضاة قتلة الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري. وذكرت مصادر الوفد المرافق للحريري ان بوتين اعتبر ان إقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسورية خطوة إيجابية وانه يجب أن تعتاد سورية على ان هناك بلداً اسمه لبنان في هذه المنطقة". وأكد بوتين، بحسب المصادر، دعمه الجيش اللبناني تجهيزاً وتدريباً"لأن تقويته عامل إيجابي للاستقرار في لبنان". ونقل عن بوتين"استعداد موسكو لتقديم مساعدات وان لا قيود على لبنان لشراء السلاح إضافة الى المساعدات التي ستقدمها روسيا الى الجيش". كما نقلت المصادر عنه قوله انه عندما تعرض علينا خطة حاجات الجيش فسنتعامل معها بإيجابية وان لا قيود على تسليحه ولا شيء ممنوعاً عليه". وكان الحريري أجرى محادثات مع النائب الأول لرئيس المجلس الفيديرالي الروسي اناتولي تورشين، حضرها نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري والنائبان باسم السبع وعاطف مجدلاني والنائب السابق غطاس خوري والمستشار هاني حمود وعدد من كبار أعضاء المجلس الفيديرالي الروسي. ونقل تورشين تحيات رئيس المجلس الفيديرالي، وأثنى على الدور الذي يؤديه النائب الحريري"الذي يتابع مسيرة والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والذي كان له دور مميز وفعال في تطوير العلاقات الثنائية بين بلدينا، وفي تطوير العلاقات العربية - الروسية". وأضاف تورشين:"تعلمون جيداً أننا نؤيد في شكل واضح استقرار لبنان واستقلاله وسيادته، وعملنا، وسنعمل دائماً من أجل تطوير الوضع في لبنان، ودعم الحوار الوطني وترسيخ الوحدة الوطنية. ونقدر عالياً تحسن الأوضاع في لبنان خلال الأشهر الأخيرة من نواح عدة، مما بعث الاطمئنان في نفوس الشعب اللبناني وكل العالم في شكل عام، كما أننا نثمن انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، وتشكيل حكومة جديدة، وإعادة انتظام العمل الدستوري في شكل عام، ونرى ان النائب الحريري قام بدور اساسي في ترسيخ الاطمئنان والتوصل الى الحل الذي تم التوصل اليه في لبنان". وقال الحريري:"نتطلع دائماً الى مجلسكم والى روسيا في شكل عام، لما لها من تأثير كبير في المنطقة، وهي لطالما دعمت سيادة لبنان واستقلاله، وكان لها دور في وقف الاعتداء الإسرائيلي على لبنان عام 2006، وهي تشارك في إطار قوات"يونيفيل"في جنوبلبنان، كما أنها دعمت المحكمة الدولية المتعلقة بمحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس الحريري".