أكد مقدسيون أن خيارهم واضح في الانتخابات التي ستجري الاسبوع المقبل لانتخاب رئيس جديد للبلدية الاسرائيلية للقدس لأنهم سيختارون مجددا مقاطعة الانتخابات. وقالت فوزية الكرد، وهي عربية مسلمة ولدت في القدس قبل 56 عاما:"أدليت بصوتي في الماضي، لكن ذلك لم يحقق لي شيئا. لا أؤمن بديموقراطيتهم". ويعيش نحو 260 ألف فلسطيني، معظمهم مسلم، في القدسالشرقية العربية التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 وضمتها في خطوة لم تلق اعترافا دوليا. ويحمل الفلسطينيون في المدينة باعتبارهم سكان ما تسميه اسرائيل القدس"الموحدة"، بطاقات هوية اسرائيلية تمكنهم من الحصول على خدمات اجتماعية وصحية وحرية تنقل لا يحصل عليها الفلسطينيون في الضفة الغربيةالمحتلة. ويمكن للعرب في القدسالشرقية أن يصوتوا لانتخاب رئيس للبلدية الاسرائيلية للقدس، وهي انتخابات لا يخوضها سوى مرشحين يهود، لكن غالبية المقدسيين ستستجيب على الارجح لدعوة السلطة الفلسطينية المتكررة لمقاطعة انتخابات العام الحالي التي ستجرى في 11 الجاري. وقال مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لشؤون القدس حاتم عبدالقادر ان الفلسطينيين برفضهم التصويت يظهرون معارضتهم للاحتلال للمدينة. وردا على بعض الزعماء المحليين الفلسطينيين الذي يقولون ان المشاركة في الانتخابات هي الطريق الوحيد لضمان حصولهم على حقوق متساوية في المدينة التي أدت حرب عام 1948 الى تقسيمها الى جزء تحكمه اسرائيل وآخر يحكمه الاردن، قال عبدالقادر ان الفلسطينيين لا يمكنهم أن يدفعوا ثمنا سياسيا بعيد المدى لقاء خدمات قصيرة الاجل. وقالت رابطة الحقوق المدنية في اسرائيل، وهي جماعة بارزة للدفاع عن الحريات المدنية تهتم أيضا بمعاملة اسرائيل للفلسطينيين، ان السلطات الاسرائيلية صادرت ملكية نحو ستة آلاف فدان من العرب في القدسالشرقية. وأضافت أن اسرائيل شيدت منذ عام 1967 نحو 50 ألف وحدة سكنية لليهود في المناطق المصادرة فيما حرمت كثيرا من الفلسطينيين من تصاريح البناء في القدسالشرقية. وقالت أورلي نوي وهي عضو في جماعة اسرائيلية حقوقية اسمها"مدينة الامم"تأسست عام 2004 وتدافع عن المساواة في القدس:"لا يوجد لدى بلدية القدس خطة اسكان للقدس الشرقية، ما يعني عمليا استحالة البناء هناك". وذكرت انه على الرغم من أن الفلسطينيين يشكلون 34 في المئة من سكان القدس البالغ عددهم 740 ألفا، الا أن عشرة في المئة فقط من موازنة البلدية توجه للاحياء العربية. وكان زهير حمدان وهو زعيم من قرية صور باهر يعتزم أن يكون أول فلسطيني يخوض انتخابات رئيس بلدية القدس تحت السيطرة الاسرائيلية. لكنه سحب ترشيحه، مشيرا الى أسباب فنية. وأبدى حمدان أسفه لقرار القيادة الفلسطينية مقاطعة الانتخابات البلدية، مضيفا أن هناك نحو 260 ألف عربي يقيمون في القدسالشرقية لهم حقوق يمكنهم الحصول عليها من خلال المشاركة النشطة في الانتخابات. وتابع انه يتعين على السلطة أن تترك المقدسيين وشأنهم.