أخيراً تمّ تعيين الأسطورة دييغو ارماندو مارادونا مدرباً لمنتخب الأرجنتين، لم يكن هنا بيت القصيد إنما اختيار يوم 30 تشرين الأول أكتوبر الماضي لإعلان الخبر هو الأهم، لأن ذاك التاريخ عيد ميلاد المارد القصير الذي أكمل عامه رقم 48 فجاء التعيين بمثابة أغلى هدية ممكن أن تقدم لمارادونا في عيده. والظاهر أن تاريخ ميلاد مارادونا يعني الكثير للأمة الأرجنتينية بأكملها وليس لحامل لقب مونديال 1986 وحده. بالعودة إلى عملية اختيار مارادونا لهذا المنصب، فقد جاءت بعد أن استبعد رئيس الاتحاد الأرجنتيني خوليو غراندونا ثلاثة أسماء كانت مرشحة بقوة للمنصب، أولها ميغيل انخيل روسو والثاني سيرجيو باتيستا الذي قاد منتخب الأرجنتين الأولمبي لحصد ذهبية أولمبياد بكين وزميل مارادونا في مونديال 1986، أما الثالث فالمدرب المعروف كارلوس بيانكي الذي رفض في السابق تسلم المهمة طالما أن غراندونا رئيس للاتحاد الأرجنتيني. وحرص غراندونا من خلال اختيار مارادونا ليكون الرأس المدبر للجهاز الفني الذي سيكون مثلث الأضلاع، كما أن الأسطورة يعتبر ملهماً للاعبي الأرجنتين. وسيساعد مارادونا في مهمته بيدرو تروغليو مدرب فريق اندبندينتي السابق وزميل مارادونا في مونديال 1990، في حين ان فرناندو سيغنوريني سيكون مدرباً للياقة البدنية، ولمارادونا تجربة شخصية معه لأنه كان في المنصب نفسه خلال نهائيات كأس العالم 1994، حين سقط مارادونا في فخ اختبار المنشطات. وكأن مارادونا دائم مخلص لرفاق دربه، فاختار حارس مرمى منتخب التانغو 1990 و1994 سيرجيو غويكوتشيا ليكون مدرباً لحراس المرمى، كما اختار خوسيه لويس براون ضمن الجهاز الفني، والأخير يملك هدفاً دولياً واحداً سجله برأسية داخل شباك الحارس الألماني الغربي آنذاك هرالد شوماخر خلال نهائيات كأس العالم 1986 في المكسيك، وبهذا سيواصل باتيستا عمله مع منتخبات المراحل السنية. ووحدها عنونت صحيفة:"اولي"اليومية الرياضية في الأرجنتين تساءلت عبر عنوانها العريض:"لماذا لم يعين غراندونا بيانكي مديراً فنياً للمنتخب؟". من ناحية إيجابية فإن نجوم منتخب الأرجنتين الحالي سيتدربون تحت إدارة لاعبين كانوا يمثلون أبطالاً ومثالاً يحتذى بهم، والأهم أنه ليست المرة الأولى التي يقود فيها جهاز فني مثلث الأضلاع المنتخب، فسبق أن أحرزت الأرجنتين لقب كوبا أميركا بجهاز فني مماثل، كما شاركت في نهائيات كأس العالم 1974 في ألمانيا بجهاز فني مثلث حين خرجت من الدور الثاني. ولم يقف التغيير عند هذا الحد بل تعداه إلى موقع المدير الفني للمنتخبات، إذ تمّ تعيين كارلوس بيلاردو مدرب المنتخب الذي أحرز كأس العالم 1986 بديلاً عن لويس سيغويرا. يذكر أن بيلادرو عام 1986 بنى فريقاً محوره مارادونا، فقدمت الأرجنتين مباريات هجومية رائعة توجتها بالفوز على ألمانيا الغربية 3-2 في النهائي، وسجل لها خوسيه لويس براون وفالدانو وبوروتشاغا. يأتي الدور على خطوط المنتخب العريضة في المرحلة المقبلة، إذ سيظهر وجه جديد هو ايميليانو بابا لاعب فريق فيليزسارسفيلد في مركز الظهير الأيسر، في حين أن صهر مارادونا وأب حفيدته التي ستبصر النور قريباً سيرجيو اغويرو وخوان رومان ريكيلمي لن يزاحمهما أحد، في حين أن ظهور الموهبة الرائعة ليونيل ميسي سيقتصر على المواجهات الرسمية بالاتفاق مع فريقه برشلونة. أما بيضة القبان في منتخب التانغو فليس سوى لاعب ارتكاز ليفربول الإنكليزي خافيير ماسكيرانو، إذ يقول مارادونا واصفاً منتخب بلاده"ماسكيرانو وعشرة لاعبين آخرين". على كل حال إن تعيين دييغو ارماندو مارادونا مدرباً للأرجنتين يعني حقبة جديدة بدأت في تاريخ بلاد التانغو.