رحبت الحكومة العراقية بفوز مرشح الحزب الديموقراطي باراك اوباما بمنصب رئيس الولاياتالمتحدة، وتوقعت ان لا يكون فك الارتباط بين واشنطنوالعراق سريعاً، موضحة ان المفاوضات حول وضع القوات الأميركية في العراق لن تتأثر بنتيجة الانتخابات التي فاز فيها اوباما. وعلى رغم تأكيد اوباما العمل على سحب القوات الأميركية من العراق خلال اقل من عامين، عبرت الحكومة العراقية في بيان أمس عن"الرغبة الصادقة"في التعاون مع الرئيس الجديد"بما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين ويحفظ الأمن والاستقرار في العراق ويصون سيادته الكاملة ويحفظ مصالح شعبه". زيباري وقلل وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري من إمكان حدوث تغييرات دراماتيكية في السياسة الأميركية تجاه العراق، مشيراً الى ان"اي تغيير ?لن يتم بين ليلة وضحاها"، ولفت الى ان اوباما لن يتسرع في سحب القوات الأميركية، وتابع ان"فك الارتباط مع العراق لن يتم في وقت سريع". ولفت زيباري الى ان المفاوضات حول الاتفاق الأمني بين بغدادوواشنطن لن تتأثر بفوز اوباما، وقال:"نريد ان ننتهي من هذا الاتفاق مع الإدارة الحالية". وأضاف ان"الرئيس المنتخب وفريقه يدركون بصورة كاملة حالة المفاوضات ... فهم يتفهمون جوهر ومغزى الاتفاق". وأمل بإنجاز الاتفاق"قبل موعد"انتهاء تفويض الأممالمتحدة لقوات التحالف بنهاية 2008". وكانت بغداد قدمت الأسبوع الماضي تعديلات حول المسودة الأخيرة الأمر الذي عزز التكهنات بأن الاتفاق سيتعرض لتأجيل جديد قد يتجاوز موعد 31 كانون الاول ديسمبر المقبل. وتوقع زيباري الرد الأميركي على التعديلات خلال اسبوعين، لكنه حذر من ان التسوية في قضية حصانة الجنود تبقى مسألة معقدة، لافتاً الى ان"الاتفاق بلغ حداً معيناً، وقد استنفذت التسويات". السفير الأميركي الى ذلك قال السفير الأميركي لدى العراق رايان كروكر إن السياسة الأميركية العامة لن تتغير تجاه العراق والعالم بعد انتخاب الرئيس الجديد. وأضاف ان"خطوات الاتفاق الأمني ستمضي قدماً بإشراف الإدارة الحالية"مشدداً على ضرورة"إتمام الاتفاق قبل انتهاء تفويض الأممالمتحدة". أحزاب وقوى عراقية من جانبه، قال الناطق باسم التيار الصدري الشيخ صلاح العبيدي ان"فوز اوباما يعني ان الشعب الأميركي برمته يرحب بسحب القوات الأميركية من العراق". ويحمل التيار الصدري الاحتلال الأميركي مسؤولية المشاكل التي تعاني منها البلاد، ويعتبر الانسحاب من العراق"الحل الأمثل"لمعالجة هذه الأوضاع. كما عبر جلال الدين الصغير النائب عن"المجلس الإسلامي العراقي الأعلى"بزعامة عبد العزيز الحكيم عن تفاؤله قائلا ان"اوباما سيقدم نقاطاً إيجابية للعراق لاندفاعه باتجاه الحوار خصوصاً مع دول المنطقة مثل إيران والسعودية وسورية، وسينجم عن ذلك سياسة إيجابية تخدم العراق". وأضاف ان"سياسة الرئيس الجديد ستكون اكثر تحرراً من ضغوط الإدارة الحالية لكونه لا يحتاج الى ذلك على الأقل في عامه الأول"من الحكم. وقال الناطق باسم"جبهة التوافق"السنية النائب سليم عبد الله الجبوري انه"اصبح لدى السياسيين العراقيين اليوم فرصة ... وإمكان إيصال صورة جديدة وأسلوب تعامل جديد من خلال اغتنام هذا التغيير في الإدارة الأميركية". وفي السليمانية 330 كلم شمال بغداد، قال فريد اسرد القيادي في"الاتحاد الوطني الكردستاني"بزعامة جلال طالباني"كنا نفضل التعامل مع إدارة تشكل امتداداً لتلك التي أطاحت بالنظام السابق"، معتبراً في الوقت نفسه"ان فوز اوباما سيؤدي الى إبعاد شبح الحرب عن المنطقة لأن سياسته هي الحوار مع دول الجوار من اجل الاستقرار في العراق". اما النائب عن"القائمة العراقية"عزت الشاهبندر فاعتبر ان"فوز اوباما لن يؤثر كثيراً على الأوضاع في العراق"لكنه استدرك قائلاً انه"لن يكون هناك اسوأ من إدارة الرئيس بوش". الى ذلك، عبر العديد من المواطنين العراقيين عن تفاؤلهم، بعد انتخاب اوباما، بانسحاب القوات الأميركية من بلادهم قريباً بعد اكثر من 5 أعوام على اجتياحها.