بعد أقل من شهر على كشف خطتها لاغتيال الكاتب والصحافي الإيطالي روبيرتو سافيانو، لفضحه آليات هيمنتها على الاقتصاد والسياسة في نابولي، شنت عصابات مافيا كامورّا النابوليتانية العنيفة هجوماً مسلّحاً ضد مجموعة من المراهقين وجرحت عدداً منهم. وأطلق قتلة ال"كامورّا"أكثر من أربعين عياراً نارياً على صبية تراوح أعمارهم بين 12 و16 سنة، كانوا يشاهدون مباراة لكرة القدم في ناد رياضي بحي سيكونديليانو المعروف بهيمنة الكامورّا عليها. وكان المهاجمون على متن دراجات بخارية قوية المحرّكات، رؤوسهم مغطاة بالقبعات الواقية، ما جعل من الصعب تحديد هوياتهم إلاّ أن الشرطة أكدت أن العملية"لم تكن موّجهة ضد الصبية أنفسهم، بل ضد صاحب النادي الرياضي الذي يبدو أنه لم ينفّذ طلبات الكامورّا". وزاد الاهتمام بالكامورّا خلال الأسابيع الماضية، بعدما كشفت التحقيقات القضائية عن خطة لعصابات مافيا نابولي لاغتيال الكاتب روبيرتو سافيانو،"من أجل معاقبته على تأليفه كتاب"غومورّا"الذي كشف عن آليات لهيمنة المافيا النابوليتانية على المجتمع السياسي والاقتصادي في المدينة، ما ساعد أجهزة القضاء والتحقيق في تحديد وسائل مواجهتها. كما استحوذ الكتاب اهتماماً واسع النطاق من قبل النقاد والقراء، إذ حقق الفيلم الذي اقتبسه المخرج ماتّيو غارّوني منه، وحمل الأسم ذاته، نجاحاً كبيراً وفاز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى بمهرجان"كان"السينمائي الدولي السابق.