توفّيت نجمة الغناء الأفريقي ميريام ماكيبا إثر إصابتها بجلطة قلبية أودت بحياتها أول من أمس بعد أن غنّت في الحفلة التضامنية مع الكاتب الإيطالي الشاب روبيرتو سافيانو الذي تهدد مافيا"الكامورّا"بقتله لتأليفه كتاب"غومورّا"الذي كشف فيه عورات المافيا وفعلها الإجرامي في المجتمع الإيطالي وامتداداته على الصعيد العالمي. وجاءت الحفلة، التي أنهت بها ماكيبا حياتها، ضمن سلسلة من النشاطات الإبداعية التضامنية من قبل مثقفين وحائزين جائزة نوبل تضامناً مع سافيانو. وعلى رغم أنها كانت انسحبت من المسارح منذ وقت طويل، فقد قررت ماكيبا العودة إلى الخشبة لتتضامن مع صوت سافيانو الحر، لكنها كما يبدو، أرادت أيضاً أن تغادر المشهد في مكان صار مثالاً للدفاع عن الحريات وضد التمييز العنصري الممارس ضد"المختلفين"القادمين من جنوب العالم. فمدينة"كاستيل فولتورنو"الواقعة بالقرب من نابولي كانت في السنين الأخيرة مسرحاً للاعتداءات على المهاجرين والعمال من الجماعات المتطرّفة اليمينية ومن مرتزقة المافيا التي قتلت في آخر هجماتها على مخيّمات المهاجرين عدداً من العمال الذين رفضوا الانصياع ل"قوانينها". ولدت ميريام ماكيبا 76 سنة في مدينة جوهانسبيرغ في جنوب إفريقيا عام 1932، وسخرت حياتها للدفاع عن الحقوق المدنية وضد التمييز العنصري سواء في بلادها أو في العالم. وصارت ماكيبا رمزاً من رموز الكفاح ضد العنصرية وعادت إلى بلادها بعد إلحاح من الزعيم نيلسون مانديلا بعد أن قضت أكثر من ثلاثين سنة في الخارج حيث أجبرتها على المنفى حكومة الأبارتهايد في عام 1963. وفي عام 2005 ودّعت المسارح بعد جولة زارت خلالها عدداً كبيراً من الدول وأقامت فيها حفلات عدّة.