يجتمع مجلس الرئاسة العراقي اليوم لإقرار الاتفاق الامني بين بغداد وواشنطن، بعدما وافق عليه مجلس النواب البرلمان الخميس، ما سيمهد لتسجيله قريباً ضمن وثائق الاممالمتحدة التي تعرض مقرها داخل المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد الى هجوم صاروخي أمس ادى الى مقتل اثنين في الأقل وجرح 15 آخرين. وقال الناطق باسم الجيش الاميركي المقداد جبريل ل"الحياة"ان"الصواريخ التي استهدفت مبنى بعثة الاممالمتحدة ايرانية الصنع". راجع ص2 و3 وبحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع السفير الاميركي رايان كروكر وقائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ريموند أوديرنو الآليات العملية لتنفيذ الاتفاق، في حين نقلت مصادر مقربة من المرجع الشيعي علي السيستاني دعمه للاستفتاء الشعبي على الاتفاق في تموز يوليو المقبل. وأكد رئيس ديوان الرئاسة نصير العاني ل"الحياة"ان المجلس المؤلف من الرئيس جلال طالباني ونائبيه السني طارق الهاشمي والشيعي عادل عبدالمهدي سيتسلم اليوم نص الاتفاق الأمني ومن المتوقع ان يصادق عليه. وقال المستشار السياسي لرئيس الوزراء صادق الركابي ل"الحياة"ان"الحكومة، وبالتنسيق مع الجانب الاميركي، ستبدأ خلال ايام تشكيل اللجان المختصة بتطبيق الاتفاق الامني"، موضحاً ان اللجان ستكون على مستويات عدة وتأخذ طابعاً ادارياً وعسكرياً بالاضافة الى لجان مشتركة على ان يتم تشكيل لجان اخرى وفقا للحاجة التي يتطلبها تنفيذ بنود الاتفاق". وقال وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي ل"الحياة"إن"الاتفاق سيُرسل الى مجلس الأمن الشهر المقبل ليُسجل ضمن المعاهدات الدولية". وكان البرلمان أقر الخميس الماضي الاتفاقين الأمني والاطاري مع الولاياتالمتحدة بعد تسعة شهور من المفاوضات الصعبة بغالبية 149 صوتاً من اصل 198 نائباً حضروا الجلسة. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن مصدر مقرب من السيستاني خشية المرجع من ان يؤدي اقرار الاتفاق الامني من دون توافق وطني الى"عدم استقرار"الوضع في العراق مشيراً الى انه السيستاني يدعم الاستفتاء الشعبي على الاتفاق في تموز يوليو المقبل. ونقل المصدر عن السيستاني قلقه من"عدم ضمان خروج العراق من البند السابع وامتلاكه سيادته المعترف بها بين الدول وحفظ موارده المالية وقدرة الحكومة على تنفيذ الاتفاق حتى على وضعه الحالي وعدم تعرضها للضغوط الاميركية في تنفيذ فقراته". وكانت وكالة الانباء الايرانية ارنا نقلت عن رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني علي لاريجاني قوله امس إن"القرار الذي اتخذه البرلمانيون العراقيون في شأن ضرورة اجراء استفتاء شعبي كي يبدي الشعب العراقي رأيه في اعتماد الاتفاق او رفضه خطوة حكيمة"، مضيفاً:"لو عملت اميركا بالتزاماتها في شأن سحب العراق من الفصل السابع لميثاق الاممالمتحدة يمكن ان نأمل بأن الاتفاق الامني له أثر". نشر في العدد: 16676 ت.م: 30-11-2008 ص: الأولى ط: الرياض