عرف اللوز منذ زمن بعيد، وتحدث عنه الأدباء العرب، وفيه يقول الشاعر ابن المعتز: "ثلاثة أثواب على جسد رطب/ مخالفة الأشكال من صنعة الرب تقيه الردى في ليله ونهاره/ وإن كان كالمسجون فيها بلا ذنب". أما الأطباء العرب القدامى فلم يبخلوا في الحديث عن اللوز، فقالوا عنه انه"يفتح السدد وينقي الصدر والرئة، وإذا اخذ مع مثله من السكر ونصفه من الزبيب اليابس يقطع السعال المزمن، وملازمة أكل اللوز تسمن، وتحفظ القوى، وتصلح الكلى، وتزيل حرقة البول، وتقوي الأعضاء، وتحفظ جوهر الدماغ. وإذا أكل اللوز بقشره قبل ان ينضج، فإنه يسكن ما في الفم واللثة من أوجاع، وإذا أكل بالسكر زاد من المني الحيوانات المنوية. أما اللوز المر فلا شيء يعادله في إزالة الغليظة والربو والسعال وأمراض الطحال والكبد واليرقان والسدد، خصوصاً إذا مزج مع العسل. وينفع اللوز لوجع الأذن إذا قطر زيته فيها، وغسل الرأس بطبيخ جذوره يمنع الحزاز، كما يفيد هذا الطبيخ في جلو النمش والكلف عن الوجه. أما الطب الحديث فبيّن ان اللوز يتمتع بمواصفات غذائية وصحية عالية الجودة يمكن اجمالها على النحو الآتي: ان اللوز اليابس غني بالطاقة، فمئة غرام منه تولّد أكثر من 600 سعرة حرارية، من هنا يجب حذفه من قائمة الوجبات للذين يعانون من مشكلة زيادة الوزن، في المقابل ينصح به للنحفاء الراغبين في إضافة بعض الكيلوغرامات الى أجسامهم. الشيء المميز في اللوز هو غناه بالأحماض الدهنية وحيدة عدم الإشباع خصوصاً حامض الأوليئيك التي تملك صيتاً طيباً على صعيد القلب والأوعية الدموية. وتوصي دراسات وأبحاث كثيرة باللوز لأنه يخفض مستوى الكوليستيرول الضار المتهم، وحتى إشعار آخر، بأنه أحد أهم أسباب الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. ان تناول حفنة من اللوز يومياً، أي ما يعادل 28 غراماً، يخفض مستوى الكوليستيرول الكلي والكوليستيرول الضار في الدم. يعد اللوز مصدراً مهما لبعض المعادن مثل البوتاسيوم والكلس والمغنيزيوم، الى جانب معادن أخرى مهمة مثل الحديد والنحاس والزنك والفوسفور والمنغنيز. إن حفنة من اللوز تمد الجسم بنسب لا بأس بها من الفيتامينات، من أهمها الفيتامين ب1 الضروري لإنتاج الطاقة من السكريات، والفيتامين ب6 الذي يحافظ على الجهاز العصبي والجهاز المناعي، والفيتامين ي الصديق الحميم للقلب، وحامض الفوليك الذي يسهم في تفاعلات كثيرة في الجسم من أجل إنتاج الطاقة والمادة الوراثية. ان اللوز يحتوي على كمية لا بأس بها من الألياف الغذائية الذوابة وغير الذوابة، وتلعب هذه الألياف دوراً مهماً في مساعدة الأنبوب الهضمي ليعمل على أفضل ما يرام وكذلك في وقايته من خطر التعرض للأورام الخبيثة. ان اللوز غني بالبروتينات، فمئة غرام منه تعطي حوالى 20 غراماً منها، وهي كمية تضاهي تلك التي نجدها في 100 غرام من اللحوم، غير ان بروتينات اللوز ليست كاملة، إذ تفتقر الى الحامض الأميني الليزين المهم جداً، اذ بينت البحوث على الحيوان انه حام للقلب وخافض لكوليستيرول الدم. تبقى بعض الملاحظات حول اللوز: - ان شجرة اللوز شديدة القرابة من شجرة الخوخ، ولكن على الصعيد الاستهلاكي نأكل بذرة اللوز في حين نرمي بها في الخوخ. - الولاياتالمتحدة هي من أكبر الدول المنتجة للوز في العالم، غير ان أفضل أنواع اللوز هو الذي يتم انتاجه في اليمن. - يُستخرج من اللوز زيت يملك القدرة على الترطيب والتنعيم، لذا يستعمل في صناعة الصابون وكريمات الجلد ومستحضرات التجميل. - ان نسبة الماء في اللوز الأخضر تبلغ 88 في المئة، في حين ان هذه لا تتعدى 4 في المئة في اللوز اليابس.