اذا كنت من محبي أكل اللوز فثابر على هذه العادة، فهي حسنة لأنها تؤدي الى نوع من التوازن الايجابي على صعيد التغذية. هذا ما نشره حديثاً باحثون أميركيون في مجلة التغذية البريطانية، ففي دراسة شملت اكثر من 80 شخصاً وجدوا في ختامها ان أكل حفنة قليلة من اللوز اي ما يعادل 50 غراماً مفيد جداً على صعيد الصحة، لأنه يمد الجسم بعناصر غذائية مهمة للغاية قلما نجدها في أغذية اخرى، عدا هذا فإن عادة أكل اللوز تحول دون لجوء الشخص الى التهام المزيد من السكر والملح. يتمتع اللوز بالصفات الآتية: اللوز غني بالفيتامين E الذي يعتبر من أهم مضادات الأكسدة الضرورية لحماية الخلايا من براثن الجذور الكيماوية الحرة التي لا همّ لها سوى زرع الخراب والدمار هنا وهناك في أنحاء الجسم المختلفة. ان الفيتامين E يقي من الامراض القلبية الوعائية ومن بعض السرطانات ومن داء الساد الماء الأبيض بالعين. إن 30 غراماً من اللوز تزود الجسم بثلثي حاجته من الفيتامين E. اللوز غني بالألياف. يحتل اللوز مرتبة مرموقة في لائحة الاطعمة الغنية بالألياف، اذ ان مئة غرام منه تعطي 15 غراماً من الألياف التي تنتمي في معظمها الى عائلة الألياف غير المنحلة، اما القسم الباقي فينتسب الى عائلة الألياف المنحلة، ان هذه الصيغة لألياف اللوز لها وقع جيد على وظائف الامعاء. وكما هو معلوم فالألياف لها دور مشهود في انزال مستوى الكوليستيرول الدموي وفي تنظيم مستوى السكر في الجسم وفي الوقاية من السرطان. ان اللوز يعج بالمعادن بدءاً بالحديد ومروراً بالنحاس والفوسفور والزنك والسيلينيوم والكلس والصوديوم والماغنيزيوم والبوتاسيوم وانتهاء بمعدن البور. ان البوتاسيوم يتواجد في اللوز بنسبة جيدة، وهذا المعدن له دور كبير في تنظيم حركة الماء في الخلايا وفي نقل الرسائل العصبية وإنجاز التقلصات العضلية. اما في ما يتعلق بمعدن البور فهذا الاسم قد لا يعني لنا شيئاً لكنه في الواقع مهم للنساء اللاتي دخلن سن اليأس لأنه يرفع من مستوى هورمون الاستراديول وهورمون التيستوستيرون في اجسادهن، وهذا له احسن الاثر في الحد من ضياع الكلس والماغنيزيوم في مجرى البول. اللوز غني بالبروتينات، فمئة غرام منه تزود الجسم بعشرين غراماً منها وهي كمية تضاهي تلك التي يعطيها 100 غرام من اللحم. بقي ان نعرج على اربع ملاحظات مهمة: الأولى هي ان اللوز يحتوي على مركب معقد هو السكوالين الذي يملك خواصاً مضادة للأكسدة اثبتتها التجارب التي انجزت على الحيوان وحالياً تجرى تجارب لمعرفة ما اذا كان الشيء نفسه ساري المفعول على الانسان. الملاحظة الثانية ان اللوز يؤكل بقشره لأنه يحتوي على مركبات تريتيربينوييد التي اكدت الابحاث انها مضادة للالتهابات والسرطانات ولفيروس الآيدز. الملاحظة الثالثة موجهة للمصابين بداء الهربس الشفوي او التناسلي. فعلى هؤلاء ان يتجنبوه لأنه غني بالحامض الاميني"أرجينين"الذي قد يحرض على ظهور فورة جديدة من نوبة الهربس. تبقى الملاحظة الرابعة والاخيرة وهي عدم المبالغة في اكل اللوز، فهو غني بالسعرات الحرارية، اذ ان 100 غرام منه تطلق 620 سعرة.