فرحنا واستبشرنا قبل حوالى ثلاثة أعوام عندما شهدنا الولادة القيصرية والصعبة لقرارات لجنة الانضباط، على رغم اقتصارها على المباريات الكبيرة و"المتابعة"، إلا أن ذلك كان يعد نقلة في الإدارة الرياضية للمسابقات الكروية السعودية. ومع مرور الوقت كنا نأمل ونتطلع لمزيد من الحزم والانضباط لقرارات اللجنة وتوسيع دائرة أفقها لتشمل المتجاوزين من اللاعبين والمدربين والإداريين، الذين يشكلون الحلقة الأضعف في القرارات، على رغم تأثير أحاديثهم على الجماهير والشارع الرياضي، وانعكاساتها الخطيرة. وعلى رغم قناعتي التامة بحرص واهتمام الرئيس العام ونائبه على تطوير آلية اللجنة ودعمها، إلا أنها فعلياً ضعيفة جداً، وقراراتها لا يمكن أن تطبق من دون خصم ال 50 في المئة للجميع، ولا تؤدي الدور المأمول منها أو المنوط بها، ولا توازي دوري المحترفين أو تواكبه، وهي بهذا الضعف الفاضح، والخوف من اتخاذ القرار وتوسيع رقعة العقوبة. وإذا ما تأملنا قليلاً في القرارات التي صدرت في قطر أول من أمس عقب أحداث مباراة الوكرة والريان، التي كان أبرزها إيقاف رئيس جهاز الكرة في الوكرة الشيخ ناصر آل ثاني 9 مباريات ومنعه من دخول الملعب، إضافة إلى الغرامة المالية، وكذلك إيقاف مدير الفريق إلى نهاية الموسم وتغريمه مالياً، فإن هذه القرارات أعادت الهيبة للدوري القطري بسرعة. بعد أحداث اللقاء، وتعاملت باحترافية رياضية مع المنتمين للعبة من دون أي اعتبارات خاصة أو خوف من رد فعل إعلامية أو سواه. لذا فإن من أهم الخطوات للتطوير والمحافظة على مسابقاتنا في ظل القرارات الرائعة لدوري المحترفين، التي أخذت من الحوافز العديدة شعاراً لها، أن يواكبها نظام عقوبات صارم وحازم ولايمكن التهاون فيه، بغض النظر عن هوية أي منتم للعبة، أو جماهيرية أي فريق، والأهم أن يطبق على الجميع، لأن"ظلم الجميع عدل"، ولكوننا لايمكن أن نطور مسابقاتنا من دون تقويم ومحاسبة المسيئين والمتجاوزين والمثيرين لغيرهم، للمحافظة على لعبتنا ومعشوقتنا ورياضتنا التي تحظى باهتمام وحرص بالغ من القيادة الرياضية. من أساء لرياضتنا! ما تناوله الزميل المميز طلال الحمود وتابعته"الحياة"أمس من الاتهام الذي أطلقه بطل الراليات البرتغالي اراخو الذي كان متصدراً في أول رالي دولي يقام في السعودية وتفاجؤه قبل اليوم الأخير ب"التراب"، الذي وضع عمداً في ماكينة سيارته ليضطر للانسحاب من السباق، وهي الحادثة التي أقرها رئيس الاتحاد السعودي، ولم يعلن عن نتائج تحقيقها، ومن ثم تتويج متسابق سعودي بأول ألقابه في اللعبة، وهو الذي استضاف الإعلاميين خلال البطولة، وماحدث من تجاهل الكثيرين للحادثة التي تعتبر برأيي أهم من الرالي، أمر مخز وأفقدنا فرحة إنجاز سعودي كنا نتمنى أن يتحقق بجدارة، وأساء لسمعتنا في مجال اللعبة، وفي ثقة المسؤولين والمهتمين باللعبة خارجياً وإمكان استضافتنا لراليات قادمة. وإذا كان المستفيد فرداً، فإن الضرر كان وما زال على رياضة وطن! لذا أثق تماماً بأن الرئيس العام ونائبه لن يجعلوا هذه الحادثة تمر مرور الكرام، والتحقيق ولو بالاستعانة بالشرطة لرفع البصمات لمعرفة المتسبب أياً كان ومحاسبته، حتى لا يسيء لسمعة الرياضة السعودية. [email protected] نشر في العدد: 16672 ت.م: 26-11-2008 ص: 31 ط: الرياض