الوسط الرياضي لا يتحمس للخطوات الإيجابية بقدر الحماسة ذاتها التي تجدها الأخطاء والسلبيات والمشكلات، فتجدنا - معشر الكُتاب - نستلُّ أقلامنا عند أي إخفاق، ونستعين بمعجمنا لنشهر سيوف نقدنا، ونُنظّر، ونطالب، ونُظهر بصورة النبلاء والغيورين على رياضتنا ووطننا، أما عند حدوث أمر إيجابي يصبُّ في تطوير الرياضة على المدى الطويل والمستمر، تجد وقفاتنا خجولة ومترددة. ربما لأننا - معشر الرياضيين والكُتّاب - نحب أن نكون رموزاً وأبطالاً وسيوفاً مسلطة، أكثر مما نبحث عن مصلحة عامة، أو تطوير يصبّ في مستقبل رياضي يكون أكثر إشراقاً. ما أتمناه أن تكون نظرتنا أكثر إيجابيةً وأن يكون تقديرنا مناسباً لكل خطوة من شأنها إعلاء مكانة رياضتنا وتطورنا وتقدمنا، لأن المساندة الإعلامية وإسناد الشكر إلى أهله أمر محفّز للسير قُدماً بالاتجاه الإيجابي، وهو ما أعتقد بأننا نطمح إليه جميعاً. أتحدث بعد أن شاهدت برنامج الصقر الأولمبي ولن أتحدث عنه كثيراً، لأنني أعتقد بأن الجميع تابعه تلفزيونياً أو قرأ عنه صحافياً، لكنني أترقب رد الفعل الإعلامية تجاهه والذي آمل أن نمنحه حقه وأن ينال حظه المستحق من التغطية والمتابعة والتعليق والمناقشة، لأن في ذلك إثراء للبرنامج ووضعه تحت مجهر الرياضيين بما يصب في مصلحته. أعرف أن قراراً واحداً من لجنة الانضباط ضد أحد الأندية الكبرى شرقاً أو غرباً أو وسطاً سينال من التغطية والنقاش أكثر من ألف قرار أولمبي، وأعتقد بأن واجبنا جميعاً - نحن الإعلاميين والرياضيين - أن نضع أيدينا بيد في كل خطوة لتطوير الرياضة السعودية. لا أريد أن يمر برنامج «الصقر الأولمبي» مرور الكرام، بل آمل أن يحظى بحقه وأن تصل فكرته إلى كل أطراف الوطن وأن يعرف عنه كل شرائح المجتمع وبكل أطيافه واهتماماته، وأن يسهم في صناعة وصياغة فكر أولمبي لدى الناشئة ترسم في مخيلته «الإنجاز» الذي نصبو إليه جميعاً. أتمنى ألاّ نكون كما يقول المثل الشعبي المعروف: «اللي ما يعرف الصقر يشويه»، فلا تشووا الفكرة، بل امنحوها حقها ل «تحلّق» إلى أبعد مدى ممكن. [email protected]