سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أميركا تدعم المبادرة القطرية لحل أزمة دارفور وتهدد ب "الفيتو" لمنع تعليق اتهام المحكمة الجنائية . الخرطوم تبلغ قادة الاستخبارات الأفارقة أن توقيف البشير سيجهض عملية السلام
بدأت في الخرطوم أمس ورشة تضم مسؤولين كباراً من أجهزة الأمن والاستخبارات الافريقية بمشاركة 45 دولة افريقية، وركزت الجلسات على"استهداف"المحكمة الجنائية الدولية للزعماء الافارقة، والتحذير من أن يؤدي ذلك إلى انفلاتات أمنية وفوضى في المنطقة تنعكس سلباً على الأمن والسلم الدوليين. وقال رئيس جهاز الأمن السوداني الفريق صلاح عبدالله أمام الورشة إن حكومته استطاعت تحقيق اختراقات سياسية وديبلوماسية على رغم الحصار الغربي المفروض عليها، وانجاز السلام في جنوب البلاد وشرقها وغربها، واقرار مصالحة مع المعارضة، محذراً من أن تحركات المحكمة الجنائية الدولية لتوقيف الرئيس عمر البشير سيجهض السلام ويجر مشكلات إلى المنطقة. ودعا افريقيا إلى مساندة الخرطوم في هذا المجال. وكشف رئيس وفد الخبراء السوداني المشارك في الورشة العميد معتصم عبدالقادر أن الورشة رفضت اتهامات المحكمة الجنائية الدولية في حق الرئيس البشير، ورأى أن توقيف الرئيس السوادني بحسب ما يدعو مدعي المحكمة الجنائية سيثير فوضى إقليمية ودولية، موضحاً أن ممثلي الأجهزة الأمنية الافريقية يعتقدون أن استهداف زعماء القارة السمراء سيجر أزمات، كما حدث في رواندا والكونغو وغيرهما. وذكر خبير أمني رواندي إنهم اقترحوا تعديل ميثاق روما التي تأسست بموجبه المحكمة الجنائية الدولية ليتفق مع حصانة الرؤساء التي نص عليها اتفاق فيينا للحصانات. إلى ذلك، تتجه الرئاسة السودانية الى إلغاء الرقابة الأمنية المسبقة المفروضة على الصحف في الخرطوم والمستمرة منذ شباط فبراير الماضي. وقال رئيس مجلس الصحافة والمطبوعات علي شمو عقب اجتماع مع رؤساء التحرير أمس إنه بعث بالتماس الى الرئاسة يطلب إلغاء الرقابة على الصحف متوقعاً استجابة الرئيس عمر البشير. على صعيد آخر، أكدت الولاياتالمتحدة دعمها الدور القطري في رئاسة اللجنة العربية الافريقية التي تشكلت بقرار من الجامعة العربية بهدف ترتيب مفاوضات بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في دارفور للتوصل الى اتفاق سلام. وأعلن المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص بالسودان ريتشارد وليامسون أن واشنطن"تدعم المبادرة القطرية في شأن دارفور، وانها ستتعاون وستعمل مع الدوحة والوسيط الافريقي الدولي جبريل باسولي في هذا الإطار". وأعرب عن اعتقاده بإمكان حدوث تقدم لحل أزمة الاقليم، لكنه أضاف:"لا أقول إن الأمر سهل، لكن هناك امكانية لاحراز تقدم". وأوضح في لقاء محدود مع صحافيين حضرته"الحياة"مساء أول من أمس في منزل السفير الأميركي في الدوحة جوزف ليبارون أن محادثات أجراها في قطر يوم الاثنين مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزير الدولة للشؤون الخارجية أحمد بن آل محمود تطرقت الى سبل التعاون بين الدوحةوواشنطن وباسولي في شأن ملف دارفور. وأكد وليامسون إن وفداً من"حركة العدل والمساواة"سيزور الدوحة في اطار المبادرة القطرية، مؤكداً أهمية مشاركة"حركة العدل والمساواة"ورئيس"حركة تحرير السودان"عبدالواحد محمد نور في مفاوضات الدوحة. وسئل عن موقف واشنطن في شأن موضوع المحكمة الجنائية الدولية واحتمال طلب تأجيل توجيه اتهام إلى الرئيس البشير بارتكاب جرائم ضد الانسانية في دارفور، فأجاب ان واشنطن ليست عضواً في المحكمة ولا دخل لها بقراراتها. وأضاف أن مجلس الأمن يستطيع أن يجمد قرار المحكمة الجنائية لمدة 12 شهراً، وأنه جرى الحديث عن هذا الأمر، وأوضح أن"تسعة أصوات يجب أن تمنح بالكامل من أجل اقرار ذلك تأجيل توجيه اتهام للرئيس البشير، ويتوفر حالياً سبعة أصوات فقط. حتى الآن لا تتوافر الأصوات التسعة الكافية لتجميد قرار المحكمة الجنائية". وشدد على أنه"إذا لم يتم تحسين الوضع الانساني وتم التصويت على قرار المحكمة الجنائية فإن الولاياتالمتحدة لن تصوت لمصلحة قرار تجميد المذكرة، واذا اقتضى الأمر فستستخدم الفيتو". نشر في العدد: 16672 ت.م: 26-11-2008 ص: 14 ط: الرياض عنوان: الخرطوم تبلغ قادة الاستخبارات الأفارقة أن توقيف البشير سيجهض عملية السلام