أخيراً، كُرّم الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي في حدثين ثقافيين: الأول من مهرجان الشعر في لبنان، والثاني من مهرجان الموسيقى العربية السابع عشر في القاهرة. وفي المناسبتين تغيّب الأبنودي نظراً لظروفه الصحية وأناب من يحضر عنه. يقول الأبنودي ل"الحياة":"اعتذرت عن السفر الى بيروت لظروفي الصحية. كنت أواظب كل عام على الذهاب الى صيدا وصور وحيث أقدم امسيات شعرية يحضرها الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب. لكن هذه المرة لم استطع السفر فأنبت بلال شرارة أحد شعراء العامية اللبنانيين وأنت تعلم أن في لبنان حركة شعر عامية مثل مصر وهي واسعة جداً، تضم شعراء بارزين منهم بلال أخي وصديقي الذي قررت أن يحضر التكريم عني. والحقيقة أن لبنان يبقى بلد الثقافة على رغم كل الظروف الصعبة التي مر بها، إلا أنه لم يفقد دوره الثقافي ولم يهتز ولا فقد حبه للحياة، فهو أكثر بلد محب للحياة، فيه شعراء الفصحى والعامية وأنا على علاقة طيبة بهم". يوافق ويهرب جواباً على سؤاله عن نظرته الى العقود الأربعة الماضية من تاريخه الفني، يقول الأبنودي:"عمري ما كتبت أغنية لمطرب لا أحبه. كبار طلبوا مني الكتابة، منهم من قال لي:"أنا كريم ولست مثل صاحبك بخيلاً، فكنت أجيب بالموافقة ثم أهرب، لذا ستجد أنني كتبت كثيراً لعلي الحجار:"النديم"و"أبو العلا البشري"و"ذئاب الجبل"و"مسألة مبدأ"و"دموع في حضن الجبل"وهناك بالطبع محمد رشدي". ويضيف الأبنودي:"عندما حدثت نكسة 1967 كتبت 15 أغنية وطنية منها:"احلف بسماها وترابها"و"راية العرب"و"ابنك يقولك يا بطل"حتى"موال النهار"و"المسيح"ولم نتقاض مليماً واحداً لا أنا ولا عبدالحليم حافظ ولا الملحنون بليغ حمدي ومحمد الموجي وكمال الطويل". وعن السر في بقاء كلمات أغنياته نابضة بالحيوية إلى اليوم على رغم مرور السنوات. قال:"قمر اسكندراني"لمحمد رشدي، و"مشيت على الأشواك"لعبدالحليم و"ساعات ساعات"لصباح التي كانت تقول لكل من قال لها صباح الخير مرددة: أنا اللي غنيت"ساعات ساعات". كلها أغان لا يهزمها الزمن لأنها خارج الاستهلاك، لأننا نعمل بطريقة المدرسة القديمة للغناء وهي صناعة أغنية تعيش بل وتعاند كل الغناء الموجود". أغنية "يونس" وعن تجربته الأخيرة وأغنية"يونس"لمحمد منير في آخر ألبوماته"طعم البيوت القديمة"، يقول:"أتى إليّ منير بلحن قدمه محمد رحيم وطلب مني وضع الكلمات له. كانت الكلمات كما وضعها محمد رحيم تقول: يا بنات الهلالية، فقلت له لا يوجد شيء اسمه يا بنات الهلالية، هناك يا ولاد الهلالية، وبدأ رحيم يكمل الأغنية ولم يكن منير حاضراً، فقلت للملحن الأغنية ناقصة شيء، يجب أن تمهد له وأخذت الورق وكتبت:"جاي من البلاد البعيدة/ لا زاد ولا ميه/ وغربتي صحبتي بتحوم حوليا..."، كما نجحت أغنية"دوائر"لمروان خوري في فيلم"أوقات فراغ"وتداولها الشباب على موبايلاتهم واستبدلوها أخيراً بأغنية"يونس"لمحمد منير". وعن الجديد لديه:"انتهيت من تصوير الجزء الأول من"السيرة الهلالية"مع الشاعر عمر سيد الضوي وذلك في بيت السحيمي بعد طلب من قطاع الأخبار لعرضه ليلاً على إحدى قنوات التلفزيون المصري. واخترت محمد منير لأداء المقدمة والنهاية برفقة الربابة على أن يستعين بموزع من أجل الايقاعات وهذا هو المشروع الذي يستغرقني في الوقت الراهن". نشر في العدد: 16670 ت.م: 24-11-2008 ص: 39 ط: الرياض