أكدت مصادر أمنية وطبية وشهود عيان أن الشرطة استخدمت أمس قنابل الغاز المسيل للدموع في مدينة أسوان في جنوب مصر لتفريق محتجين بعد يوم من مقتل رجل برصاص الشرطة التي تقول إنه تاجر مخدرات كانت تحاول إلقاء القبض عليه. وقال مسؤولون أمنيون إن المشتبه به أطلق النار على الشرطة لدى محاولتها إلقاء القبض عليه أول من أمس، وأن ضابط شرطة رد بإطلاق النار عليه فأرداه قتيلاً. لكن شهوداً قالوا إن الرجل واسمه عبدالوهاب عبدالرزاق 40 عاماً لم يكن تاجر مخدرات، وإن الشرطة قتلته خطأ. وتسبب مقتل عبدالرزاق في تجمع عشرات السكان في شوارع مدينة أسوان أمس أشعلوا النار في إطارات السيارات، مطالبين بالقصاص. وقال المسؤولون الأمنيون إن السلطات نقلت أعداداً من قوات مكافحة الشغب إلى المكان الذي شهد تنظيم الاحتجاج، وأن ضابطاً ورجل شرطة أصيباً بحجارة ألقاها المحتجون. وأضافوا أن مدنيين عدة عولجوا من اختناقات سببها غاز القنابل المسيلة للدموع. وأكد شاهد أن المحتجين رشقوا سيارة مدير أمن أسوان مصطفى توفيق بالحجارة. وأشار شهود إلى أن المحتجين أتلفوا متاجر عدة أمام مستشفى أسوان التعليمي الذي توجد فيه جثة القتيل وحطموا أحد أقسام المستشفى. وقال شاهد إن عشرات من أقارب القتيل اعتصموا في المستشفى، رافضين تسلم جثته إلا إذا اتخذت إجراءات عقابية ضد ضابط شرطة تنفيذ الاحكام محمد لبيب الذي يقال إنه أطلق النار على عبدالرزاق. وأكد أقارب للقتيل أن شرطة تنفيذ الأحكام كانت تبحث في وقت متأخر من مساء أول من أمس عن رجل يشتبه في أنه يتاجر بقطع السلاح الصغيرة يدعى محمد فوزي، وأن مشادة وقعت بين الشرطة وعبدالرزاق الذي سألته دورية الشرطة عن مكان وجوده. وأضافوا أن الضابط اعتدى بالسب والضرب على والدة وزوجة القتيل، مشيرين إلى أن دورية الشرطة نقلت عبدالرزاق إلى المستشفى وسجلت في دفتر الدخول أنه مجهول الهوية. نشر في العدد: 16670 ت.م: 24-11-2008 ص: 12 ط: الرياض