ها هي محطة تلفزيون"المستقبل"اللبنانية تلتفت الى نفسها مُستدركة ربما أو تحت تأثير ضغط التكرار في معظم برامجها. هذا التكرار الذي بات مملاً في بعض البرامج التي امتدت على مساحة زمنية طويلة ولم تستطع الخروج من دائرة ذاتها. فالبرنامج نفسه، الذي يُقدم ويستعرض الضيوف ما زال محافظاً على نشاطه: الضيوف نفسهم يحضرون ويغيبون ثم يحضرون، وكأن في الأمر ما هو مفروض. وإذا لم يكن كذلك، فإن برنامجاً كهذا يحتاج الى إعادة بناء على المستويات كافة؟ في خضمّ هذا الروتين الذي يُبعد المُشاهد عن الشاشة تحتاج محطة المستقبل الى نقلة نوعية على مستوى أكثر البرامج، فهل هي بصدد الانتقال الى ورشة برامج جديدة ومختلفة يمكن أن تُعيد البريق المفقود الى هذه الشاشة التي انطلقت بطموحات كبيرة؟ ربما يكون برنامج"وكبرنا"الذي يُعرض حديثاً على المحطة وتقدّمه الإعلامية ريما كركي هو خير الإشارات في هذا السياق، ونتمنى أن يكون هذا البرنامج بداية لمشوار إعلامي جديد يحمل المفاجآت الجميلة في المحطة التي أحببناها. "وكبرنا"هو البرنامج الجديد في المحطة ويحمل في مساحاته الكثير من البشائر الإعلامية، ويعطي لمقدِّمته ريما كركي هوية إعلامية جديرة لم تكن واضحة في"عالم الصباح"الذي تُشارك فيه. فلا بد من الثناء ل"وكبرنا"ولمقدمته - التي ساهمت بنجاحه - وأعتقد أنها أغنته بثقافتها الصادقة ليست كسواها من الإعلاميات المتثقفات وحضورها الهادئ الرصين. وإذا ما توقفنا عند جمال ريما، فلا يمكننا تشبيهه بالسائد اليوم إعلامياً. إنها شخصية مختلفة تختزن الجمال المحصَّن برزانة لا يمكن إلا الالتفات إليها بإعجاب، خصوصاً إذا ما قارناها بإعلاميات يحضرن في أكثر المحطات المحلية والفضائية بأجسادهن فقط! تنأى ريما بشخصية تخولها تقديم البرامج الثقافية - المفيدة وليست الاستعراضية وأمام هذه الحقيقة نسأل محطة"المستقبل"، لماذا ما زالت ريما في غير مكانها الإعلامي، هل تعمل في"عالم الصباح"فقط؟!. أسئلة اللافت في"وكبرنا"أنه يعتمد على شخصية مقدمته ريما كركي وإن كان ضيوف البرنامج يساهمون في إنجاح حلقاته. و"الصدفة خير من ألف ميعاد". فإذا كان بروز كركي في هذا البرنامج على نحو مفيد، صدفة، فإنه من الضروري جداً التأسيس والبناء على هذه الصدفة، للانتقال الى الجديد. وأعتقد جازماً، وبناء على ما شاهدته من سلوك ونجاح في"وكبرنا"فإن مقدمته ريما مدعوّة يجب أن تكون الدعوة من تلفزيون"المستقبل" الى تقديم برنامج ثقافي ما أحوج هذه المحطة إليه اليوم، خصوصاً في زحمة الروتين البرامجي الذي يمتد على مساحة البث"المستقبلي". وقد يكون مفيداً أن نختتم هنا بتصوّر يمزج الأسئلة بالأجوبة. ربما كانت قاسية أو مُنحازة، لكنها لا تعكس رأي مُشاهد واحد إنها ثمرة جولة - أجوبة كثيرة من مُهتمين ومُتابعين: - برامج تلفزيون"المستقبل"تحتاج الى إعادة بناء وهيكلة وابتكارات جديدة، وبرنامج"وكبرنا"برهن على القدرة الموجودة - الغائبة أو المُغيّبة داخل المحطة نفسها؟! - ريما كركي نموذج يحتذى به في هذا السياق. فالمحطة تحتاج الى شخصية ريما ومثيلاتها، شخصية إعلامية - ثقافية. - آن الأوان للبرامج المُعجَّلة المكررة أن تغيب عن محطة المستقبل، وآن الأوان للجديد أن يتقدم وأكرر: بشائره كثيرة. يبقى السؤال: هل ستقرر إدارة"المستقبل"عودة ريما كركي الى"عالم الصباح"بعد نجاحها وكشف ما لديها من تألّق في"وكبرنا"؟ هل من المسموح العودة الى وراء؟ *"المستقبل الأرضية"، 21.30 بتوقيت غرينتش.