أصبح مهرجان"هلا فبراير"مناسبة قومية كويتية منذ 17 عاماً، وفيه يحتفل الكويتيون بذكرى خروج الجيش العراقي، وتحرير دولة الكويت على ايدي قوات التحالف يوم 26 شباط فبراير العام 1991. ويشهد المهرجان مناسبات واحتفالات فنية وثقافية. وفي"فبراير"المقبل سيكون للمهرجان نهكة مختلفة، وفرحة مميزة. سيصبح العيد عيدين ، ف"هلا فبراير"رزق ببنت حلوة اسمها"ليالي فبراير"، ولهذا ستشهد الكويت هذه السنة"ردحة"و"طق"و"غناوي"وسيصل أهل الكويت الليل بالنهار. "البنوتة"الجديدة ستولد على يدي تحالف، ولكنه ليس تحالفاً عسكرياً مثل الذي حرر الكويت من"القزو"كما ينطقه الكويتيون، وانما هو تحالف فني بين"قناة الوطن"، وشركة"روتانا للصوتيات". والمثير والمفرح للقلب ان البنت الحلوة"ليالي"تملك حساً وطنياً مثل الوالد الكريم"هلا فبراير". فهي رفضت رفضاً قاطعاً مشاركة أي فنان عراقي في مهرجانها الجديد، وقالت بلهجة كويتية حاسمة"شكو، عراقيه يقنون يغنون وهم اللي كسروا خواطرنا وطقونا، ما يصير". عفيه عليك يا بنت فبراير. بيض الله وجهك. هذا هو الموقف المطلوب. فالذي اقترح التعاقد مع مطربين عراقيين في فرحة التحرير انسان"هلهلي"كما يقول المصريون، وال"هلهلي"على أرجح الأقوال هو انسان"هلهلي"والكلمة معناها في نطقها! لكن مع احترامنا للاخ"فبراير"وابنتة الكريمة"ليالي"، وايماننا بأن الاستماع الى الغناء العراقي في مهرجانات"فبراير"أمر غير مقبول، واقتراح فج و"هلهلي"، إلا أن المبالغة في الاحتفال والغناء والرقص، وحشد هذا الكم من المطربين والمطربات، الاحياء منهم والأموات سيغضب الاميركان. نعم سيغضبهم، فالعراق الذي غزا صار شيئاً من التاريخ بعد الاتفاق الامني. ذهب الاتفاق الأمني بالعراق القديم والى الأبد. ولهذا فإن مواصلة الاحتفال بذكرى تحرير بلد من غزو بلد لم يعد موجوداً قضية تحتاج الى مراجعة. فهذا الاحتفال اصبح لا يختلف عن احتفال السعوديين والعراقيين والسوريين والإيرانيين بذكر التحرر من غزو السلاجقة. هل من المعقول ان نقبل من شعوب هذه الدول ان تحتفل سنوياً بذكرى تحررها من غزو بني سلجوق، وسيطرة اولاده طغرل وجغري وبهرام. وعلى فرضية أننا قبلنا منهم احياء ذكرى الخلاص من الديكتاتور السلجوقي جغري وبقية قادة السلاجقة الغزاة، فهل من العدل حرمان الفنانين السلاجقة من الغناء في هذه الاحتفالات؟ نشر في العدد: 16669 ت.م: 23-11-2008 ص: 5 ط: الرياض