بعد اقل من 48 ساعة على الزيارة غير المعلنة التي قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزير دفاعه ايهود باراك الى عمان، التقى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني امس الرئيس محمود عباس، واطلعه على فحوى محادثاته مع اولمرت وباراك. واكد مسؤول اردني ما نشرته"الحياة"عن زيارة اولمرت لعمان، وقال ل"الحياة":"الملك عبدالله الثاني وجه رسالة واضحة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بضرورة عدم إضاعة الوقت نحو التقدم الى خيار قيام الدولة الفلسطينية، واكد له ان اسرائيل لن تحصل على الامن او القبول في المنطقة إلا بعد قيام الدولة". ونفى ان يكون العاهل الاردني ابلغ اولمرت بأنه قلق على حكمه من التصعيد الاسرائيلي، كما نسبت اليه صحف اسرائيلية، وقال:"هذا كلام غير صحيح، فالاردن بلد أمن ومستقر، وقلقه نابع من استمرار معاناة الشعب الفلسطيني نتيجة الاجراءات الاسرائيلية التي ستؤدي الى اشتعال المنطقة وضياع فرص التهدئة والسلام". وكانت وسائل إعلام اسرائيلية قالت ان العاهل الاردني أبلغ الزعماء الاسرائيليين بأنه يخشى من ان يؤدي الغزو الاسرائيلي لغزة الى وقوع خسائر كبيرة في الارواح، ما قد يهدد حكمه. ونقل مصدر سياسي اسرائيلي عن اولمرت قوله:"قد لا يكون هناك خيار آخر"سوى غزو غزة اذا استمر اطلاق الصواريخ على اسرائيل، لكن باراك أكد للأردن اهتمام اسرائيل باستمرار الهدنة. الى ذلك، قال بيان للديوان الملكي امس ان العاهل الاردني والرئيس الفلسطيني حذرا خلال لقاء عقداه في العقبة امس من الإجراءات الأحادية التي تقوم بها إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأكدا أن تضييق الخناق على الفلسطينيين وزيادة معاناتهم لن يؤديا إلا إلى زيادة التوتر. كما طالبا إسرائيل"باتخاذ خطوات فورية لوقف معاناة الفلسطينيين وفتح معابر غزة والسماح بدخول المساعدات". وحسب البيان، فإن العاهل الاردني اعتبر ان"أي خطوات تصعيديه من إسرائيل ستؤدي إلى تفاقم التوتر، وأن السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار هو إنهاء الصراع على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني"، كما جدّد تأكيده ان"اسرائيل لن تحصل على الأمن عبر أي إجراءات عسكرية، وأن إنهاء الاحتلال وتلبية حق الشعب الفلسطيني في الأمن والدولة المستقلة هو الضمان لأمن إسرائيل". واعتبر أن السلام مع الفلسطينيين يشكل مدخلا للسلام الإقليمي الشامل، انسجاما مع المبادرة العربية. ووضع عباس العاهل الاردني بصورة المحادثات التي كان أجراها مع أولمرت في إطار المفاوضات التي تهدف الى إنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي عبر اتفاق شامل يعالج جميع قضايا الوضع النهائي. وأكد الزعيمان ضرورة الاستمرار في المفاوضات وضمان عدم تأثرها بتبعات المرحلة الانتقالية في المشهد السياسي الإسرائيلي. ودعا العاهل الاردني الى وحدة الصف الوطني الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية، لافتا إلى أهمية تكاتف جميع الجهود الوطنية الفلسطينية من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتلبية حقوقه المشروعة. واتفق الزعيمان على استمرار التنسيق وتكثيف التشاور حول أفضل السبل لخدمة المصالح الفلسطينية ودعم الموقف الفلسطيني، خصوصا في ضوء المرحلة الانتقالية في الولاياتالمتحدة الأميركية والانتخابات الإسرائيلية المقبلة. الأسد في عمّان قريباً من جهة أخرى، التقى الرئيس بشار الأسد في دمشق أمس رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي الذي حمل إليه رسالة شفوية من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، تتعلق ب"تعزيز التضامن العربي وتفعيل العلاقات الثنائية". وأعلن رئيس الوزراء الأردني في تصريحات صحافية أن الرئيس الأسد سيزور عمّان"قريباً جداً"للقاء الملك عبدالله الثاني. وأجرى الذهبي الذي يرافقه وزيرا الصناعة والتجارة والنقل ووفد من رجال الأعمال، محادثات مع نظيره السوري محمد ناجي عطري الذي بحث معه في قضية اختفاء ثلاثة شبان أردنيين دخلوا الأراضي السورية الأحد الماضي وانقطعت اخبارهم. وحصل، حسب مصادر أردنية، على وعد ب"متابعة القضية بالسرعة الممكنة". وقال في تصريحات للصحافيين نقلتها وكالة الأنباء الأردنية"بترا"أن"تعزيز التضامن العربي يأتي على سلم أولويات السياسة الخارجية الأردنية". وأسفرت المحادثات بين الذهبي وعطري عن تشكيل لجنتين، الأولى لدرس معوقات التجارة البينية بين البلدين ودراسة إمكان توحيد التشريعات، والثانية لدرس القضايا المتعلقة بقطاع النقل وتسهيل حركة البضائع والأشخاص عبر الحدود. نشر في العدد: 16667 ت.م: 21-11-2008 ص: 10 ط: الرياض