أعلنت الرئاسة الجورجية أمس، ان الرئيس الأميركي المنتخب باراك اوباما أجرى أول اتصال هاتفي مع الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي أول من أمس، وأعرب له عن دعمه ل"وحدة اراضي"الجمهورية السوفياتية سابقاً. وأكدت الرئاسة في بيان ان"المحادثة الودية ركزت على مستقبل العلاقات بين جورجياوالولاياتالمتحدة"، موضحة ان"باراك اوباما اعرب عن دعمه غير المشروط لوحدة اراضي جورجيا وشدد على أهمية مواصلة الإصلاحات ودعمها أميركياً". وأضاف البيان ان اوباما اعرب خلال المكالمة عن نيته مقابلة ساكاشفيلي"في المستقبل القريب". واجرى ساكاشفيلي أيضاً محادثة مع نائب الرئيس المقبل جوزف بايدن، وبحث معه تطورات النزاع الروسي الجورجي والمساعي المبذولة لتسوية الأزمة حول إقليمي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الجورجيين المنفصلين، بحسب الرئاسة. ووعدت الولاياتالمتحدة التي تقدم دعماً كبيراً لحكومة جورجيا الموالية للغرب, بأن تقدم لجورجيا مساعدة قد تبلغ بليون دولار 795 مليون يورو إثر الحرب القصيرة التي دارت بينها وروسيا في آب اغسطس. واقتحمت القوات الروسية الاراضي الجورجية في الثامن من آب رداً على هجوم شنته تبليسي بهدف استعادة السيطرة على منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية. وانسحبت روسيا بناء على اتفاق سلام مع الاتحاد الاوروبي الى داخل اوسيتيا الجنوبية وابخازيا التي اعترفت موسكو باستقلالهما لاحقاً. في المقابل، أكد وزير الدفاع الروسي اناتولي سرديوكوف في أنقرة قلق بلاده من نية جورجيا تعزيز قدراتها العسكرية, محذراً تبيليسي من تداعيات تبني سياسة مماثلة. وقال بعد لقائه نظيره التركي وجدي غونول:"يمكن ان يخلف ذلك تداعيات اكثر اهمية من تلك التي حصلت في آب". كذلك, كرر الوزير الروسي تأكيد قلق بلاده من مشروع الدرع الأميركية المضادة للصواريخ في تشيخيا وبولندا، معلناً ان"هذه الخطوة تجبر روسيا على اتخاذ مبادرات مماثلة". في غضون ذلك، نصح مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق ريتشارد بيرل، الذي انقلب على إدارة الرئيس جورج بوش في ما يتعلق بالحرب على العراق، أوباما بالحذر لتفادي ارتكاب الأخطاء ذاتها التي ارتكبها بوش. وحذر أوباما من وقف دعم جورجيا التي هي الآن"ديموقراطية وفقاً للمعايير الإقليمية طبعاً. صحيح أنهم ارتكبوا حماقات، لكنهم تعرضوا للغزو". وفي ما يتعلق بإيران، نصح بيرل أوباما بعدم التفاوض مع الإيرانيين"بعيداً من برنامجهم النووي وبعيداً من تحالفاتهم الإرهابية". نهب وخطف ميدانياً، أفادت منظمة العفو الدولية بأن عمليات النهب والخطف على طول الحدود بين جورجيا وأوسيتيا الجنوبية تمنع أكثر من 20 ألف شخص من العودة الى ديارهم. وقالت نيكولا داكويرث مديرة برنامج أوروبا وآسيا الوسطى في منظمة العفو الدولية:"ظهرت منطقة خطرة جديدة على طول الحدود الفعلية بين أوسيتيا الجنوبية وباقي جورجيا، حيث يتعرض الأشخاص لمخاطر". وأضافت في بيان رافق تقريراً للمنظمة صدر أمس عن الحرب التي اندلعت في آب الماضي بين جورجياوروسيا:"تتردد أنباء عن عمليات نهب وإطلاق نار وانفجارات وخطف في الأسابيع الماضية". وأشارت المنظمة إلى ان حوالى 24 ألف جورجي لم يتمكنوا من العودة الى ديارهم في أوسيتيا الجنوبية والمناطق القريبة التي تقع ضمن"المنطقة العازلة"التي فرضتها روسيا، قبل سحب موسكو قواتها الشهر الماضي. وأشارت المنظمة في تقريرها الذي يحمل عنوان"مدنيون على خط النار الصراع الجورجي الروسي"، إلى ان"الوضع الأمني على طول الحدود الفعلية التي تقسم أوسيتيا الجنوبية وباقي جورجيا مازال متوتراً في شكل كبير".