أبقت إسرائيل أمس المعابر مع قطاع غزة مغلقة"لأسباب أمنية"، ملغية بذلك قراراً كانت أعلنته في وقت سابق يسمح بدخول قافلة من المساعدات الإنسانية تابعة للأمم المتحدة إلى القطاع، ما اضطر المنظمة الدولية إلى وقف مساعداتها الغذائية لنحو نصف سكان غزة. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية بيتر ليرنر إن"نقاط العبور مع غزة ستبقى مقفلة لأسباب أمنية". وأوضح أن القافلة التي تضم 30 شاحنة تنقل مواداً غذائية أساسية ومعدات طبية مقدمة من منظمات إنسانية"عادت أدراجها"بعد وصولها إلى معبر كرم أبو سالم ظهر أمس. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أعلن في بيان أن إسرائيل ستسمح بتسليم"حد أدنى"من الوقود إلى غزة وبعبور ثلاثين شاحنة تنقل منتجات غذائية أساسية وأدوية ومعدات طبية تابعة لمنظمات إنسانية. وأوقفت إسرائيل عبور القوافل الإنسانية إلى غزة خلال الأيام الماضية بعد غارات على القطاع أدت آخرها إلى مقتل 4 من عناصر"كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة"حماس". وأطلق ناشطون مساء أول من أمس نحو عشر قذائف هاون وصواريخ من القطاع باتجاه إسرائيل لم تسفر عن إصابات أو أضرار. وأعلنت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"أونروا"التي أبلغتها السلطات الإسرائيلية بقرار إغلاق المعابر مع غزة، اضطرارها إلى تعليق توزيع المواد الغذائية الأساسية على نحو 750 ألف نسمة في القطاع اعتبار من مساء أمس. وقال الناطق باسم الوكالة كريس غانس إن"مخازننا فارغة. ونحتاج إلى انتظام"في التموين. وأضاف أن"إبقاء الناس على حافة اليأس وإنشاء أزمة إدارة في أونروا ليسا من مصلحة أي جهة تؤمن بالسلام، والاعتدال والاستقرار". وأضاف أن المسؤولين الإسرائيليين لم يلتزموا السماح بإرسال الإمدادات اليوم الجمعة، مشيراً إلى أن المعابر تغلق من ظهر الجمعة حتى الأحد. من جهتها، قالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي الفلسطينية كاتارينا ريتز إن"الوضع يزداد هشاشة يوماً بعد يوم بالنسبة إلى سكان غزة حيث الحاجة ماسة إلى معدات طبية". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أكد أن اجتياح قواته قطاع غزة والمواجهة مع"حماس"هما"مسألة وقت ليس أكثر"، وردت"حماس"على تهديداته بتأكيدها استعدادها لهذه المواجهة. وعلى خلفية هذه التوترات التي تهدد بنسف التهدئة الهشة أساساً بين الطرفين، أرجأ الجيش الإسرائيلي نقل قيادة كتيبة غزة إلى جنرال جديد بضعة أيام، بعدما كان مرتقباً أمس. لكن نائب وزير الدفاع الجنرال الاحتياط ماتان فيلناي أعرب عن أمله في"أن لا تنقطع التهدئة، لكننا نشهد مرحلة هشة جداً، ومستعدون لأي احتمال". وحذر من أن الجيش"سيواصل التدخل في أي مكان عند اللزوم". نشر في عدد 16660 ت.م: 14-11-2008 ص: 11 ط: الرياض