قُتل أربعة من عناصر"كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي توغلت في بلدة القرارة قرب مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة أمس، فيما ردت"حماس"على تهديدات أولمرت باجتياح غزة، مؤكدة أنها لا تخيف أحداً. ودعته"إلى الاستعداد لمواجهة جديدة". وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة"إن قوات الاحتلال توغلت صباح أمس مسافة 200 متر في منطقة السريج في شرق خان يونس، حيث اشتبكت مع وحدات الرصد التابعة ل"كتائب القسام"، فيما قصفت طائرات مروحية المقاتلين، ما أدى إلى مقتل أربعة منهم، جميعهم من مدينة خان يونس. وأضافت أن قوات الاحتلال قصفت بالمدفعية منازل عدة في شرق البلدة، وهدمت منزلاً بعدما أرغمت أصحابه على إخلائه. وادعت مصادر إسرائيلية أن قوة من سلاح المظليين رصدت مجموعة من المقاومين بعدما زرعت عبوة ناسفة قرب السياج الأمني جنوب معبر"كيسوفيم"قرب البلدة، فأطلقت النار عليهم وقتلت أربعة منهم. وأضافت أنه خلال تبادل إطلاق النار ألقيت عبوة ناسفة في اتجاه القوة الإسرائيلية، وأطلقت ثلاث قذائف هاون، ما أدى إلى إصابة جندي إسرائيلي بجروح طفيفة في يده نقل على أثرها إلى مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع في صحراء النقب. ونعت"كتائب القسام"في بيان"الشهداء الأربعة"، وهم رامي قرينة 35 عاماً، وإسماعيل أبو العلا 31 عاماً، ومحسن القدرة 23 عاماً، ومحمود صيام 28 عاماً، محذرة"العدو الصهيوني من أن التمادي في هذه الجرائم البشعة سيدفعنا إلى تلقينه دروساً قاسية". ونجت مجموعتان من"كتائب القسام"، وثالثة من"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة"الجهاد الإسلامي"، من قصف طائرات اسرائيلية أطلقت صواريخ عدة في اتجاه المجموعتين لدى تصديهما للقوات المتوغلة. وقالت"سرايا القدس"إن"الوحدة الصاروخية"التابعة لها قصفت قرى تعاونية زراعية إسرائيلية في شرق خان يونس بصاروخين من طراز"قدس"، وتجمعاً للآليات والقوات المتوغلة. ويعتبر التوغل الجديد ثاني أكبر خرق للتهدئة منذ بدء سريانها في 19 حزيران يونيو الماضي، وجاء بعد نحو أسبوع من مقتل سبعة من مقاتلي"القسام"في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، تزامناً مع فشل السلطة وحركة"حماس"في الجلوس إلى مائدة الحوار التي أعدتها مصر بعد جهود حثيثة. ووصفت"حماس"مقتل الأربعة بأنه"جريمة كبيرة ارتكبت في حق أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة، وخرق سافر للتهدئة". وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم إن"هذه الجريمة تزامنت مع اجتماع الرباعية وقراراتها المجحفة المنحازة للاحتلال، ومع تهديدات رئيس الحكومة الاسرائيلية إيهود أولمرت بالعدوان على قطاع غزة، وقصف قرى بكاملها، وتجريم الرئيس محمود عباس للمقاومة والتحريض على قطاع غزة، وهجومه على حماس وكتائب القسام وتصفيته للمقاومة في الضفة الغربية". واعتبر أن"العدوان يؤكد وجود مخطط كبير وخطير لتصفية القضية الفلسطينية وتصفية المقاومة التي تحمي حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني، لتمرير مخططاتهم الخطيرة". وشدد على أن"من حقنا أن نرد على هذا العدوان الصهيوني بغض النظر عن التهدئة، ما يستدعي من كل الفصائل الفلسطينية النظر مرة أخرى في التهدئة وتقويمها من جديد، لا سيما أن العدو الصهيوني ماض في عدوانه على قطاع غزة وإحكام حصارها". وكان أولمرت قال مساء أول من أمس إن اجتياح غزة مسألة وقت، وان المواجهة مع"حماس"حتمية لا يمكن تفاديها. وقال خلال زيارته مقر القيادة العامة المكلفة غزة:"ليس لدي أدنى شك في أن الوضع بيننا وبين حماس سيؤدي حتماً إلى المواجهة... المسألة كلها مسألة وقت". وأضاف:"نحن لا نرغب في هذه المواجهة، غير أننا لا نخشاها أيضاً. وإذا كان لا بد من قتال حماس، فسنفعل. وفي كل الأحوال علينا الاستعداد لذلك". ووصفت"كتائب القسام"هذه التهديدات بأنها"محاولة يائسة لزرع الرعب في قلوب أهلنا وأبناء شعبنا وتخويفهم بالتهجير والطرد من أرضهم". وقالت في بيان إن"هذه التهديدات لن تخيفنا ولن تدفعنا إلى الارتباك والتخبط كما يحلم العدو، بل سنواجهها بكل ما أوتينا من قوة، وسنُفشل أي محاولة صهيونية لتنفيذ هذه الجريمة، بل إن صواريخنا هي التي ستهجّر الصهاينة من مدنهم وقراهم كما حدث من قبل في سديروت وغيرها... كما أن أي جريمة من هذا النوع لن تستطيع أن توقف صواريخنا، فكتائب القسام قادرة على أن تضرب عمق الكيان الصهيوني حتى لو احتل هذه القرى كما يزعم". واعتبرت أن"كلاً من المجرم أولمرت والقاتل وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك يحاولان اللعب في الوقت الضائع رغبة في تحقيق مكاسب شخصية وحزبية، فهما فشلا في أوج قوتهما السياسية والعسكرية في أن يلحقا الهزيمة بالمقاومة الفلسطينية، وطالما أطلق كل منهما الوعود للصهاينة بوقف الصواريخ وضرب المقاومة لكن سيغادر كل منهما موقعه غير المشرف والمقاومة في قمّة قوتها". وأضافت:"إذا كان الإرهابي أولمرت يطلب من سكان جنوبفلسطينالمحتلة أن يستعدّوا للمواجهة الحتمية مع حماس، فنحن ندعو كل الغاصبين لأرضنا من شمالها إلى جنوبها أن يستعدّوا لتلك المواجهة المقبلة، فغضب شعبنا ومقاومتنا سيطال الجميع، وردّنا على العدوان سيكون موجعاً وسيبكي الصهاينة دماً، ندماً على تفكيرهم بتحريك عرين الأسود في غزة". وشددت على إن"إقرار العدو بأن المواجهة مع حركة حماس حتمية دليل واضح على مدى الهزيمة النفسية وحال التخبط التي وصل إليها الاحتلال، كما أنه إشارة إلى القلق الدائم والخوف المستحكم لديهم من هذه المواجهة التي تستدعي كل هذا الاستعداد والإنذار للجمهور الصهيوني". نشر في العدد: 16659 ت.م: 13-11-2008 ص: 11 ط: الرياض