بدأ الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما رحلة الانفتاح على موسكو وبكين، اذ توافق والرئيس الصيني هو جينتاو في اتصال هاتفي أجراه معه أمس، على"ضرورة ان يأخذ كل من البلدين في الاعتبار ما يثير قلق البلد الآخر"، فيما ترافق اعلان الكرملين عن لقاء قريب بين اوباما والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، مع نفي اوساط الرئيس الأميركي المنتخب ان يكون ملتزماً خطة نشر الدرع الصاروخية في شرق اوروبا والتي تثير استياء موسكو. وتوقع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان يلتقي اوباما ميدفيديف خلال مشاركته في واشنطن السبت المقبل، في قمة مجموعة الدول المخصصة لدرس الأزمة المالية. وجاء ذلك اثر تأكيد لافروف التزام واشنطنوموسكو إعلان قمة سوتشي في نيسان أبريل الذي حدد طريقة"تنظيم الخلافات"بين البلدين. وجاء كلام لافروف اثر لقائه نظيرته الأميركية في شرم الشيخ. راجع ص 8 ترافق ذلك مع أنباء عن عزم اوباما تنفيذ إصلاحات داخلية مهمة، عبر إلغاء نحو 200 قرار او أمر تنفيذي اتخذتها ادارة الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش، وذلك في تطور لا سابق له. ونقلت صحيفة"واشنطن بوست"الأميركية عن مسؤولين في الكونغرس وفي حملة أوباما ان مستشاري الرئيس المنتخب في المرحلة الانتقالية حددوا القرارات والأوامر التنفيذية التي يمكن إلغاؤها فوراً، ويتعلق بعضها بقيود فرضها بوش على التمويل الفيديرالي لأبحاث الخلايا الجذعية، والإجهاض وانبعاثات الغاز. في الوقت ذاته، تأمل جمعيات حقوقية بأن يبادر اوباما الى اعادة الاعتبار الى مبادئ المساواة والحريات الفردية التي تعرضت لانتهاكات من جراء"الحرب على الإرهاب"في عهد بوش، والتخلي عن سياسات مثل التعذيب ومراقبة الأفراد باتريوت آكت والتي أدت الى تراجع موقع الولاياتالمتحدة بين الدول التي تحترم حقوق الانسان. وقالت مصادر في الكونغرس ان عشرات المستشارين لأوباما يعملون منذ أشهر على تحديد التغييرات التنظيمية والسياسية التي يمكن إجراؤها بعد وقت قصير من تسلمه منصبه في 20 كانون الثاني يناير المقبل. وقالت الناطقة باسم فريق أوباما الانتقالي ستيفاني كاتر ان اللمسات الأخيرة على خطط التغييرات التنظيمية لن توضع قبل أن يناقشها أوباما مع المعينين في إدارته الذين سيتم اختيارهم قريباً ومع أعضاء في الكونغرس. الى ذلك، كان ملفتاً ان يسارع احد مساعدي اوباما الى نفي اعلان الرئيس البولندي ليخ كاجينسكي ان اوباما وعده خلال اتصال هاتفي بالمضي قدماً في خطة نشر الدرع الصاروخية الأميركية في شرق اوروبا، وهي الخطة التي اثارت خلافات حادة بين واشنطنوموسكو التي اعترضت عليها. ونقلت شبكة"سي ان ان"عن مستشار لأوباما انه لم يتعهد مواصلة مشروع الدرع الصاروخية. تزامن ذلك مع بيان للكرملين اشار الى ان ميدفيديف وأوباما بحثا خلال اتصال هاتفي"ضرورة اجراء لقاء بينهما"، وشددا على"اهمية العلاقات الروسية - الأميركية وأهمية تطويرها في شكل ايجابي، ليس فقط بالنسبة الى البلدين بل ايضاً بالنسبة الى المجتمع الدولي ككل". كما تزامن مع الإعلان عن ان المبعوث الأميركي جون رود سيتوجه الى موسكو، لمناقشة اقتراحات قدمتها واشنطن في محاولة لتذليل الخلافات حول الدرع الصاروخية. من جهة أخرى، بحث أوباما ونظيره الصيني في سلسلة من القضايا منها الأزمة المالية العالمية، وتطرقا الى امكان تعزيز علاقات بلديهما مستقبلاً. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية ان الرئيس الصيني وأوباما توافقا على"ضرورة ان يحترم كل من البلدين الآخر وأن يأخذ في الاعتبار ما يثير قلقه وأن يحلا بالطريقة المناسبة المسائل الحساسة ولا سيما مسألة تايوان". وأضافت الوكالة ان الرئيس الأميركي المنتخب اكد خلال الاتصال الهاتفي مع هو، ان الصين دولة"كبرى"، مشيراً الى ان"العلاقات الاميركية - الصينية ذات اهمية كبرى في الوضع السياسي الدولي الراهن". وأكد اوباما ان تطور العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالصين لا يصب في مصلحة البلدين فحسب، بل يستفيد منه العالم اجمع". نشر في العدد: 16656 ت.م: 10-11-2008 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: أوباما يعتزم إلغاء نحو 200 أمر تنفيذي أصدرها بوش