اتفقت الآلية الثلاثية بين السودان والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لعمليات حفظ السلام في البلاد، في اجتماعها الأول في الخرطوم أمس، على تسريع نشر القوة الأممية - الافريقية في دارفور. وشارك في الاجتماع عن الجانب السوداني اللواء مجذوب رحمة وعن الجانب الأممي مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات الدعم الميداني سوزانا مالكورا وعن الجانب الأفريقي مفوض الأمن والسلم الافريقي رمضان العمامرة. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق إن حكومته وافقت على استقبال مطارات البلاد طائرات البعثة المشتركة في دارفور على ان تتكفل البعثة بصيانة المدرجات التي تسمح بهبوط طائرات كبيرة. ورفض العمامرة تحميل الخرطوم مسؤولية تعطيل نشر القوة المشتركة في دارفور، واعتبر الأمر شراكة بين الاطراف الثلاثة، موضحاً أن مالكورا ستقدم تقريراً إلى مجلس الأمن الشهر الجاري لتوضيح"النقاط الموضوعية والمسائل التي يمكن تجاوزها". كما بدأ وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام آلان لو روا زيارة للسودان للمرة الأولى منذ توليه منصبه قبل نحو ثلاثة أشهر. واجتمع مع الممثل الخاص للأمين العام في السودان أشرف قاضي قبل لقائه مع قيادات الحكومة في الخرطوم وحكومة جنوب السودان. وفي تطور آخر، قالت القوات المشتركة في دارفور"يوناميد"أمس إن أحد جنودها النيجيريين قتل الاثنين بعدما نصب نحو 60 مسلحاً مكمناً لقافلته في ولاية جنوب دارفور. وأوضحت أن القافلة هوجمت أثناء قيامها بدورية على بعد نحو 75 كيلومتراً شمال نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. ورفضت اتهام أي جهة بتحمل مسؤولية الهجوم. الى ذلك، ناقش الرئيس عمر البشير مع زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في مقر القصر الرئاسي أمس تطورات الأوضاع السياسية في البلاد وجهود اقرار مصالحة عبر ملتقى يجمع القوى السياسة. وعلم أن الجانبين اتفقا على خطوات في هذا الشأن. على صعيد آخر، تحدث السوداني العائد من قاعدة غوانتانامو مصطفى إبراهيم مصطفى 41 عاماً الذي أُطلق بعد سبعة أعوام من الاعتقال، عن"صنوف العذاب"و"الاهانات"التي قال إنه تعرّض لها على يد القوات الأميركية منذ القاء القبض عليه في باكستان في العام 2001. وقال في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس، عقب عودته إلى البلاد، إنه ذهب إلى باكستان بقصد الدراسة والتجارة، ولكن بعد أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر اعتقل ومجموعة أخرى بواسطة عناصر محلية قبل أن يُسلّم إلى القوات الأميركية، موضحاً انه نُقل إلى سجن غوانتانامو الذي وجد فيه مع رفاقه"ألوانا من صنوف العذاب"إذ جُرّد من كامل ملابسه. وقال:"لا يوقف عنك التعذيب إلا بعد قولك بالمشاركة في الحرب ضد الأميركان". وأكد منع الآذان والصلاة في جماعة. وتنفي الولاياتالمتحدة مزاعم معتقلين سابقين في غوانتانامو عن ممارستها التعذيب ضدهم، وتؤكد أنها تعامل الموقوفين هناك وفق قوانينها التي تمنع تعذيبهم. ووصف مصطفى حال المعتقلين في اثناء نقلهم إلى قاعدة غوانتانامو وقال إن بعضهم كان في حال اغماء بسبب التعذيب في حين أصيب آخرون بحال من الهستيريا من شدة الألم. ودعا مصطفى المسؤولين في الخرطوم إلى العمل على الافراج عن السودانيين الثلاثة الذين ما زالوا معتقلين فى غوانتانامو، معرباً عن شكره لكل الجهود التي بذلت لاطلاقه. وقال رئيس منظمة العون المدني العالمي التي تتبنى قضية السودانيين في غوانتانامو حسن المجمر إن المفرج عنه مصطفى قضى بالسجن سبع سنوات وهو المفرج عنه الرقم 6 من السودانيين بعدما أطلق سامي محي الدين الحاج وأمير يعقوب محمد الأمين ووليد محمد الحاج و سالم محمد آدم وعادل حسن محمد، مبيّناً أن الذين ما زالوا محتجزين هناك هم ابراهيم احمد ومحمد نور عثمان وابراهيم أحمد محمد القوصي، متوقعاً اطلاقهم قبل نهاية العام.