أضحت الدراما التركية في الواجهة بعد مسلسلي "سنوات الضياع" و"نور" اللذين نالا أكبر نسبة من المشاهدين العرب بخاصة في منطقة الخليج العربي، وهو الأمر الذي شجع الفضائيات العربية على مد يدها لهذه الدراما التي كادت ان تسيطر على سوق الدراما العربية. وستشهد الأشهر المقبلة عرض ثلاثة مسلسلات تركية في الأقل، إضافة إلى مسلسل"دموع الورد"الذي يعرض على قناة أبو ظبي. لكن حتى الآن لا يزال هذا المسلسل بعيداًً من المشاهدين مقارنة بمسلسلي"نور"و"سنوات الضياع"على رغم مرور ثلاثين حلقة على عرضه. غير أن"دموع الورد"ساهم بطريقة أو أخرى في كشف الكثير من أسباب نجاح المسلسلين السابقين، لعل أهمها فراغاتنا العاطفية، واكتشافنا أن"سنوات الضياع"و"نور"مجرد تمثيل بعدما كاد المشاهد العربي ان ينسى ذلك لدى متابعته المسلسلين. ولا بد من الإشارة إلى أن"دموع الورد"ركز على الشخصيات ومشاكلها أكثر من تركيزه على محيطها، كما هي الحال في مسلسلات أخرى مثل"سنوات الضياع"و"نور"اللذين تم من خلالهما استغلال هذا المحيط في شكل سياحي وتجاري ناجح. فقد تهافت العرب بفضله على سجادات الفيلا التركية وأغطية سرير"نور ومهند". وحققت تنورة"بانا"وألبسة"مهند"وبخاصة"جاكيتاته"الجلدية، ازدهاراً في المبيعات نادراً ما يحدث. ويمكن القول ان"دموع الورد"لم يتمكن من انتهاج خطوط درامية وحبكة خاصة تميزه عن غيره من الأعمال التركية الناجحة. وفي بعض الأحيان بدا كأنه نسخة عن"سنوات الضياع"مع لعب الكاتب على بعض التفاصيل الدرامية كسلب"عمار""كروانجي أوغلو"ماله بهدف الانتقام الأمر الذي يؤدي إلى امتلاكه الثروة، عكس"يحيى"بطل"سنوات الضياع"الذي دخل السجن وحصل على ثروته من طريق عمله مع"كمال"الرجل الذي تاب عن التجارة بالمخدرات وغيرها. فشتان ما بين"يحيى"و"لميس"في"سنوات الضياع"، وبين"عمار"و"نيرمين"في المسلسل الجديد، وشتان ما بين حارة يحيى البسيطة والحارة الشعبية المجملة والمنمقة في"دموع الورد". وشتان أيضاً بين فكرة"سنوات الضياع وفكرة"دموع الورد"الذي تجري أحداثه ببرودة تامة وعواطف خالية من الأحاسيس التي، إن وجدت، تكون بغرض إعطاء الشخصية حقها في التمثيل. ويبدو إن حمل الفتيات من دون زواج موضة في الدراما التركية، مع تأكيد أبطال هذه الدراما أنفسهم أن هذا مخالف للتقاليد والعادات هناك. فإذا كان هذا صحيحاً فلماذا الإصرار على انتهاج هذه القصة في معظم المسلسلات التركية كما في"سنوات الضياع"و"نور" و"دموع الورد"، وحتى في المسلسل المقبل"لا مكان لا وطن". ربما يريد منتجو هذه الأعمال مخالفة الواقع على مبدأ"خالف تُعرف". أما المشاهد العربي فسيجد نفسه أمام أدوار مشابهة مع المسلسلات المقبلة، وهذا أمر سيسبب له الملل مع دراما حققت ذروة نجاحها مع"سنوات الضياع"و"نور". بذلك فإن إنكسارها الذي بدأت ملامحه تتضح مع مسلسل"دموع الورد"لن يحمل معه مفأجاة، ولن تنقذها لا لميس ولا يحيى ولا مهند حتى لو اجتمع هؤلاء في عمل درامي واحد، خصوصاً أن الصحافة تناولت خبر إنتاج أعمال تركية ? عربية مشتركة، أبطالها نجوم محبوبون لدى العرب.