أحداث كثيرة ومثيرة واكبت عرض المسلسلين (سنوات الضياع)، و(نور) بدءا بإطلاق أسماء أبطال المسلسلين على المواليد وختاما بحالات الطلاق التي حدثت في عدد من البلدان العربية، وكردة فعل اعترض الكثير، إلا أن القنوات الفضائية استمرت في الدبلجة. واليوم نجد أن المسلسلات التركية التي كانت حديث القاصي والداني خبا ضوؤها، ولم تعد تحظى بتلك المتابعة الجماهيرية التي كانت، بل لا أبالغ إن قلت إن الذين بكوا تعاطفا مع (لميس) لم يهتموا لدموع (عاصي)، ومن أعجبوا بهندام (مهند) لم يأبهوا لأناقة (أمير بيك)، الأمر الذي يجعلني أزعم أنها موضة ولدت قبل سنتين وبدأت تحتضر الآن، حمى اجتاحتنا وسرعان ما تزول، وعما قريب سيصبح مصير المسلسلات التركية كمصير مثيلاتها المكسيكية التي تبخرت قبل سنوات بعد أن كانت محل اهتمام المشاهد العربي. الغريب في الموضوع أن المشاهدين لم يتخذوا هذا الموقف تأثرا بخطب وعظية، أو استجابة لبرامج فكرية، أو لأنهم وجدوا البديل المنافس في المسلسلات العربية! حدث هذا لأن المشاهد وصل إلى تشبع، وقناعة ذاتية بأنها لا تستحق المتابعة!. ما حدث لموضة المسلسلات التركية يجعلني أتساءل: ترى كم موضة جعلنا منها (بعبعا) وقضية أمة مع أننا لو تجاهلناها لكان الوقت كفيلا بالقضاء عليها؟!