اختتم وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير امس زيارة للأراضي الفلسطينية واسرائيل بلقاء مع كل من رئيس الحكومة الاسرائيلية المستقيل ايهود اولمرت، وزعيمة حزب"كديما"الحاكم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ووزير الدفاع ايهود باراك. وتخوف كوشنير في مؤتمر صحافي عقده في القدس في ختام الزيارة، من خطر تراجع الاهتمام بحل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي الى صف ثانوي اذا تفاقمت مشاكل الشرق الاوسط، خصوصا مشكلة ايران، وايضا اذا تم التوصل الى سلام سوري - اسرائيلي قبل حل الصراع الفلسطيني. وقال ان"حل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي هو الاساس، وضروري جدا انشاء دولة فلسطينية، وخطر القاء هذه المسألة الى صف ثانوي وارد". واضاف:"نحن لا نوافق على ذلك لان مثل هذا الامر مسيء جدا، وانا جئت لأرى سبل المساهمة في دفع الامور باتجاه تحريك مسيرة السلام". وعن لقائه باراك امس وهل تناول معه تهديدات جنرال اسرائيلي بهجوم على لبنان للانتقام من"حزب الله"، قال انه لم يسمع منه مثل هذه التهديدات. وكان كوشنير وصل في زيارة تستغرق يومين استهلها بزيارة للأراضي الفلسطينية حيث التقى رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض في جنين وتفقد وحدات قوات الشرطة الفلسطينية الذين دربتهم فرنسا ومستشفى جنين الذي موّله الفرنسيون، قبل ان يلتقي الرئيس محمود عباس وكبير المفاوضين الفلسطينيين احمد قريع أبو علاء ووزير الخارجية رياض المالكي والامين العام للمبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي. وتهدف الزيارة الفرنسية الى تقويم الأوضاع على الارض ومصير مسيرة السلام من اجل عرض التقويم على قمة الدول الأوروبية ال27 التي تعقد نهاية الشهر في بروكسيل، علما ان فرنسا تسعى الى وضع ورقة أوروبية في شأن العناصر الاساسية لمسيرة السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين وموقف أوروبي موحد منها كي تحولها الى الرئاسة الأوروبية الجديدة التي ستتولاها تشيكيا بعد كانون الأول ديسمبر وقبل وصول الإدارة الأميركية الجديدة. وقال مصدر فرنسي مشارك في الزيارة ان الاتحاد الاوروبي يريد الإعداد لهذه الورقة كي تقدم بسرعة الى الادارة الاميركية الجديدة، على ألا يطول الانتظار ولا يتأخر التحرك الأميركي والمجموعة الرباعية التي تضم أوروبا لدفع عملية السلام. وأكد أكثر من مصدر ديبلوماسي فرنسي رفيع ل"الحياة"ان فرنسا قلقة من التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل وسورية وترك المسار الفلسطيني - الاسرائيلي لتدفع ثمنه المنطقة. وأعرب مصدر عن قلقه من تفكير اليمين الاسرائيلي بأنه إذا وصلت اسرائيل الى اتفاق أمني مع سورية يضمن ضبط الأمن من خلال منع"حزب الله"من القيام بعمليات ضد اسرائيل، فلا استعجال عندئذ للتقدم على المسار الفلسطيني الذي رغم كل ما يُقال، يعاني من جمود خصوصاً ان الأوضاع السياسية الاسرائيلية ما زالت غير مستقرة، والمصالحة الفلسطينية الداخلية لم تصل بعد الى نتيجة على يد مصر. وسمع كوشنير خلال زيارته للأراضي الفلسطينية من الرئيس عباس عن"الجهود المصرية القائمة في شأن المصالحة الفلسطينية، وقال في مؤتمره الصحافي المشترك مع كوشنير ان"مصر تقوم بجهود من أجل الحوار الداخلي، ونحن نبذل الجهود، ومصر حريصة على الوحدة الفلسطينية، وعندما تنهي مهمتها سينتقل الأمر الى الجامعة العربية". وأكد كوشنير انه يعرف ليفني، وأنها لن تتخلى عن مسيرة السلام، وقال:"انا لست خائفا ان تتخلى عن مسيرة السلام، فهي تريد السلام، وستكون هناك مرحلة صعبة قبل الاستقرار السياسي في اسرائيل، لكن كما أكد عباس، فانه سيستمر في الحديث مع ليفني، وهذه ضمانة اضافية". وابلغ الجانب الفلسطيني الفرنسيين أنه في صدد الإعداد لعقد مؤتمر لحركة"فتح"الذي لم يعقد على مدى عقدين. الى ذلك، ابدى ديبلوماسي غربي يعمل في القدس تشاؤمه الكبير من الأوضاع السائدة على الأرض، وقال ل"الحياة"إن الاحتلال الاسرائيلي وتوسيع المستوطنات وزيادة الحواجز لم يتغير، وأن لا مسيرة سلام ولا مفاوضات وأن كل شيء معطل بسبب رفض اسرائيل التخلي عن السياسات التي تقوم بها في الأراضي الفلسطينية وفي القدس من حواجز وجدار وأيضاً أن هناك شعبيه متزايدة ل"حماس"في الأراضي الفلسطينية بسبب هذه السياسات وبسبب عجز السلطة الفلسطينية على صعيد تحسين الأوضاع.