كشف مصدر فرنسي مطلع على زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير لكل من دمشق وبيروت والقاهرة أن كوشنير خرج بانطباع أن الضجة المثارة حول احتمال حدوث حرب في المنطقة أقل مما كان يتصوّر، لكنه رأى وجوب ألاّ تترك الأوضاع على ما هي من توتر. وقال المصدر ان الرئيس السوري بشار الأسد أكد لكوشنير أن سورية لا تزوّد «حزب الله» صواريخ «سكود»، وقال له: «عندما تخرق اسرائيل الأجواء اللبنانية وتهدد المنطقة بحرب لا تقولون شيئاً، وينبغي العمل على الجانب الإسرائيلي الذي هو عامل توتر في المنطقة، كما ينبغي على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة العمل معاً في الضغط على اسرائيل كي توقف خروقها وتهديداتها». وزاد المصدر ان كوشنير اجاب بأن فرنسا «مهتمة جداً بتنفيذ القرار 1701 لأن لها جنوداً على الأرض في جنوب لبنان من ضمن القوات الدولية (يونيفيل)، ومن المهم أن تمتنع جميع الأطراف المعنية بالقرار 1701 عن القيام بأعمال تزيد التوتر وتجعل الوضع خطيراً». أما بالنسبة للقاء كوشنير مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان في لبنان، فنقل المصدر الفرنسي عن سليمان قوله ان قضية «سكود» قصة «مفتعلة ولو كان ذلك صحيحاً لأدرك الجميع ذلك، فالإسرائيليون لديهم أقمار اصطناعية للمراقبة أينما كان وفي لبنان كل شيء مكشوف، ولا أحد يأخذ جدياً قضية تزويد المقاومة صواريخ سكود، ولهذه الإشاعات تأثير على الوضع الاقتصادي وينبغي ايقافها بسرعة، وهي سيئة للمنطقة، ولبنان يعتمد كثيراً على فرنسا لتبديد مثل هذه الإشاعات وتهدئة الأوضاع». أما كوشنير فأراد القول، وفق المصدر ذاته، انه زار المنطقة لأنه كان متخوفاً من التوتر، لكنه لاحظ أن هنالك مبالغة في الحديث عن هذا التوتر، «غير ان هذا لا يبرر التخلي عن الجهود من اجل التهدئة على صعيد جميع الأطراف وينبغي توجيه الرسائل بالتهدئة للجميع». وفي الموضوع الإيراني دافع الرئيس الأسد، بحسب المصدر، عن الاتفاق التركي - البرازيلي - الإيراني، «لكن كوشنير لم يكن موافقاً على الموقف السوري قائلاً ان فرنسا مستعدة للحوار ولكن حتى الآن لم تحصل الدول الست على أي نتيجة من ايران، والاتفاق التركي - البرازيلي مع ايران غير كافٍ، وينبغي أيضاً درس الرسالة التي ستسلمها ايران لوكالة الطاقة الذرية». أما لقاء كوشنير رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري فكان عبارة عن خلوة لم يرشح عنها شيء. وفي القاهرة أكد كوشنير بعد لقائه وزيري خارجية مصر أحمد أبو الغيط واسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس، تأجيل قمة برشلونة للاتحاد من أجل المتوسط لاتاحة الفرصة للمحادثات غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين عبر المبعوث الأميركي جورج ميتشل. إلى ذلك، علمت «الحياة» من مصادر ديبلوماسية أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال لنظيره اللبناني سعد الحريري في اتصال بينهما، إنه «يؤمن بشراكة قوية مع لبنان، وحريص ومهتم بالعمل معه وأنه سيعمل لدعم لبنان واستقلاله وسيادته والديموقراطية فيه واستقراره الاقتصادي»، مؤكداً عزمه على «العمل مع الحكومة اللبنانية للمساهمة في دعم مسيرة السلام في الشرق الاوسط». ووجّه كاميرون الى الحريري دعوة الى زيارة بريطانيا، مرحباً به ساعة يشاء. وأعرب عن قلقه «إزاء وصول أسلحة إلى المنطقة»، فأجابه الحريري مؤكداً أن «مسيرة السلام وإيجاد حل لقضية الشرق الأوسط هما الأساس». كما اجرى كاميرون اتصالاً برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مؤكداً له «التزام بريطانيا حل الدولتين والعمل مع الشريك الاميركي لدفع عملية السلام».