اكدت باريس أمس، على لسان مصدر ديبلوماسي فرنسي في بيروت، ان مكافحة سورية ولبنان للإرهاب،"لا يعني ان فرنسا يمكن أن تعطي دمشق شيكاً على بياض للتدخل في لبنان في مواجهة الإرهاب"، معتبراً أن مكافحة الإرهاب"هاجس لكل الدول مثلما هو لحكومتي لبنان وسورية اللتين نثق بأنهما ستواجهان الإرهاب وإذا من ضرورة تنسيق بينهما فإنه أمر يعود إليهما أن يقرراه في ظل سيادة واستقلال كل منهما والمهم أن يحصل ذلك بالحوار وليس بالفرض من جهة على أخرى". في موازاة ذلك، قرر النواب الموارنة، بعد اجتماعهم بدعوة من"الرابطة المارونية"أمس، بدء المصالحة المسيحية بالمصالحة بين"القوات اللبنانية"التي يتزعمها الدكتور سمير جعجع وتيار"المردة"الذي يترأسه الوزير السابق سليمان فرنجية، على أساس الاعتراف بثوابت الكنيسة المارونية والالتفاف حول البطريرك الماروني نصرالله صفير الذي أُعلن أمس أنه على مسافة واحدة من الجميع، وحول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. وعلم ان الرابطة ستعود خلال اليومين المقبلين الى التحرك في اتجاه جعجع وفرنجية لتهيئة المناخ من أجل تنفيذ ما صدر عن النواب الموارنة في مقرها. راجع ص 5 ووصف المصدر الديبلوماسي الفرنسي الكلام عن إمكان تغطية فرنسا دخولاً سورياً الى لبنان لمكافحة الإرهاب، بسبب استعادة الحوار بينهما، بأنه"مجرد تخيّلات"، مؤكداً أن"الكثير مما قيل بعد انتشار الجيش السوري على الحدود الشمالية مع لبنان هو تقديرات وتحليلات لمسألة تتعلق بالسيادة الداخلية لسورية"، وان باريس"لا تعلق على هواجس ومخاوف من دخول سوري الى لبنان لأنه لم يُسجّل أي اختراق للأراضي اللبنانية". وكان وفد من قوى 14 آذار أجرى اتصالات في فرنسا مع وزير الخارجية برنار كوشنير وأكد عدم وجود صفقة على حساب المحكمة الدولية، واستمرار التزام فرنسا سيادة لبنان واستمرار يقظتها في هذا المجال، وهو ما أكده المصدر الديبلوماسي الفرنسي في بيروت أيضاً، والذي أشار الى أن"مسؤولية حكومتي لبنان وسورية مواصلة إقامة العلاقات على أسس صحية"، وانه مع قرار إقامة العلاقات الديبلوماسية"نتطلع الى تقدم على صعيد ملفات ترسيم الحدود وضبطها ومسألة المفقودين. وفرنسا ستبقى يقظة حيال همّ استقلال لبنان وسيادته ومن المبكر القيام بجردة حول علاقاته مع سورية قبل ثلاثة أشهر ودورنا هو أن نشجع الفريقين على التقدم". وشدد المصدر على أن زيارة وفد قوى 14 آذار لم تتم بدعوة رسمية من باريس، وأن أي قيادي يطلب لقاء مع المسؤولين الفرنسيين يلقى تجاوباً. وأعرب المصدر عن اعتقاده بأن المنطقة ولبنان يمران في حال انتظار،"ولا نرى أن حزب الله له مصلحة في مواجهة مع اسرائيل ولا مصلحة للأخيرة في مواجهة مع لبنان". وقال إن المفاوضات السورية ? الاسرائيلية جامدة"بسبب الوضع السياسي الإسرائيلي وليس لسبب سوري". وأوضح رداً على سؤال أن"من الطبيعي أن تجري المفاوضات حول ما تريد سورية أن تحصل عليه الجولان وحول ما يستطيع السوريون تقديمه في المقابل". وبالعودة الى اجتماع النواب الموارنة بدعوة من الرابطة المارونية أمس، قالت مصادر المجتمعين ل"الحياة"إن النائب في كتلة"القوات اللبنانية"جورج عدوان بادر الى اقتراح التحرك لتسريع المصالحة بين جعجع وفرنجية، باسم"القوات"، معتبراً أن"الوقت حان لإنجاز مصالحة تاريخية بين"القوات"و"المردة"وان الخلاف في الأساس كان بين"المردة"وحزب الكتائب وقد تصالحا ولم تشمل مصالحتهما القوات".