حذرت مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى أمس من ان ارتفاع الين يشكل تهديدا للاستقرار المالي والاقتصادي فيما تسعى أغنى دول العالم لتنسيق جهودها في مواجهة أسوأ أزمة مالية منذ نحو 80 سنة. وظهرت دلائل على ان الأزمة تواصل انتشارها في العالم إذ خفضت كوريا الجنوبية أسعار الفائدة وتدخلت أستراليا في سوق العملة وتعهدت دول الخليج العربية الإسراع بالوحدة النقدية وعمل صندوق النقد الدولي على إنقاذ المجر وأوكرانيا. وبعد ان أصبح شبه مؤكد تقريبا ان مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي سيخفض الفائدة في وقت لاحق هذا الأسبوع، ألمح رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إلى إجراءات أوسع نطاقا من جانب البنوك المركزية على مستوى العالم. وقال لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي"سيبدأ التضخم الآن في التراجع فعليا على مدى الشهور القليلة المقبلة، وهذا سيعني ان هناك فرصة أكبر أمام السلطات النقدية على مستوى العالم، ومنها"بنك إنكلترا"المركزي البريطاني لاتخاذ قرارات بشأن الفائدة". وواصلت أسواق المال رد فعلها العنيف على الأزمة المالية والكساد العالمي. وتوقعت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد ان يسجل النمو الاقتصادي العالمي تراجعا كبيرا خلال عام 2009"، مشيرة إلى استحالة التكهن بپ"مدة"الأزمة و"عمقها". وحذرت ردا على أسئلة إذاعة"أوروبا 1"من انه"ينبغي توخي الحذر الشديد حيال التوقعات وطول فترة التباطؤ الشديد في الاقتصاد العالمي". وكان ارتفاع الين السريع بنسبة 12 في المئة أمام الدولار هدد صادرات اليابان في الوقت الذي يوشك فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم على الدخول في كساد. غير ان الدولار يرتفع أمام العملات الرئيسة باستثناء الين لذلك ثارت بعض الشكوك بشأن احتمال اتخاذ إجراء منسق. وأفادت وسائل إعلام يابانية بأن ثلاثة من اكبر مصارف البلاد هي"ميتسوبيشي يو إف جي"وپ"ميزوهو"وپ"سوميتومو ميتسوي"تتطلع لجمع أموال لتعويض تراجع أسهمها. وقال رئيس الوزراء تارو آسو بعد اجتماع طارئ للحكومة انه سيوسع نطاق خطة تسمح للبنوك بالحصول على تمويل عام وسيشدد القواعد على بيع الأسهم على المكشوف. وخفضت كوريا الجنوبية سعر الفائدة بمعدل قياسي بلغ 75 نقطة أساس وتدخل البنك المركزي الأسترالي لدعم عملته لليوم الثاني في حين يجاهد صناع القرار في مواجهة الأزمة التي بدأت قبل 15 شهرا والتي أطاحت بثقة المستثمرين وهددت بكساد كبير. وحذر رئيس"بنك الشعب الصيني"المركزي تشو شياو تشوان من الأخطار المقبلة على أكبر الأسواق الناشئة. وقال ان"قوة الدفع الرئيسة للاقتصاد لم تتغير. لكن من أجل مواجهة العديد من العوامل القائمة المثيرة للاضطرابات وعدم التيقن، من الضروري زيادة وعينا بالأخطار والتعامل مع التحديات والقيام بعمل قوي في التحضير لمواجهة الصعوبات المحتملة". وتوجهت الدول النامية إلى صندوق النقد الدولي لمساعدتها في مواجهة أسوأ أزمة مالية عالمية منذ الكساد العظيم في ثلاثينات القرن الماضي. ولفت الصندوق النقد انه توصل إلى اتفاق مع هنغاريا بشأن"خطة مالية كبيرة"في الأيام القليلة الماضية تشمل تمويل من جانب الاتحاد الأوروبي وبعد الحكومات الأوروبية المنفردة. ووافق الصندوق على تقديم قرض قيمته 16.5 لأوكرانيا. وأعلن نائب رئيس الوزراء الروسي وزير المالية ألكسي كودرين ان موسكو تواصل المباحثات مع مسؤولين أيسلنديين حول تقديم قرض بقيمة لأربعة بلايين يورو لأيسلندا لإنقاذ اقتصادها في ظل الأزمة المالية العالمية. ونقلت الصحيفة الفنلندية"هلسنغين سانومات"عن رئيس وزراء أيسلندا غير هاردي قوله ان بلاده تحتاج لتمويل يبلغ أربعة بلايين دولار أخرى للمساعدة في إنعاش اقتصادها الواهن. الأزمة... عربياً إلى ذلك،أكد محافظ بنك الكويت المركزي الشيخ سالم الصباح عدم وجود خسائر لأي بنك في الكويت نتيجة"عقود المشتقات"، معلناً استعداد البنك دعم"بنك الخليج"المتعثر. وأكد"بنك الخليج"سلامة مركزه المالي، مؤكداً ان الخسارة التي سيتعرض لها نتيجة لتعاملات بعض العملاء في"عقود المشتقَّات"، لن يكون لها تأثيرات رئيسة في قدرته على مواصلة نشاطه. وشكل الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد"مجموعة عمل"من محافظ البنك المركزي ووزيري الخارجية والتجارة ومساعدي رئيس الجمهورية لشؤ?ون التخطيط والإشراف الاستراتيجي وذلك لدراسة مدى تأثير الأزمة الاقتصادية في الغرب على اقتصاد إيران وكيفية السيطرة على الأضرار المحتملة. وأعلن"البنك الأفريقي للتنمية"ان وزراء المال ومحافظي البنوك المركزية في الدول الأفريقية سيعقدون اجتماعا خلال الشهر المقبل في تونس لبحث تداعيات الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد الأفريقي.