أطلق معرض "أرابيا إكسبو"، الأول للمنتوجات العربية ينظم في العاصمة الروسية موسكو، مرحلة جديدة من التعاون بين روسيا والبلدان العربية. وأكد منظموه الأهمية القصوى لتنظيمه في هذا الوقت، بسبب الانفتاح الكبير الذي شهدته علاقات الجانبين خلال السنوات الماضية، واعتبر المسؤولون الروس أنه يؤسس لمستوى جديد من العلاقات التجارية مع البلدان العربية. أختتم المعرض مساء أول من أمس، وسط ارتياح الجانبين لنتائجه، و على رغم أنه الأول من نوعه منذ عقود في العاصمة الروسية، لكن حجم المشاركة العربية دل، - كما قالت المسؤولة في مجلس الأعمال الروسي - العربي ناتاليا شيرباكوفا ل"الحياة"، على مستوى الاهتمام العربي بتطوير التعاون مع روسيا، علما أن 15 بلداً عربياً شارك في المعرض، وساهمت عشرات الشركات والمؤسسات فيه، فعرضت منتجات متنوعة في مجالات الطاقة والآليات وأدوات البناء والسياحة والاستثمار. وشددت المسؤولة الروسية على أن أهمية المعرض في كونه يشكل"نافذة واسعة وضرورية للتعرف عن قرب، الى إمكانات البلدان العربية ومجالات التعاون معها"، لافتة إلى"نقص هائل في المعلومات بين الطرفين، يشكل ثغرة كبرى تعوق تطوير التعاون التجاري الاقتصادي التي يسعى المجلس إلى سدها من خلال الفعاليات المماثلة". ويطمح المشرفون على"أرابيا إكسبو"أن يسهم في"نقلة نوعية"لمستوى العلاقات العربية - الروسية في مجالي الاقتصاد والاستثمار، ورفعها إلى درجة العلاقات السياسية المتنامية في السنوات الأخيرة، كما قال لپ"الحياة" مدير المعرض فلاديسلاف لوتسينكو، معتبراً أن المعرض حقق غايته الرئيسة في تعريف الروس بإمكانات الدول العربية في مجالات العقارات والسياحة والصناعة، وفتح آفاقاً للتعاون في مجال النفط والغاز والزراعة خصوصاً في ظل أزمة الغذاء العالمي، ما يوفر ظروفاً ملائمة لزيادة التعاون الاستثماري بين الطرفين. ولفت خصوصاً، إلى أن المعرض شهد مشاركة بلدان وشركات عربية لم تكن دخلت السوق الروسية سابقاً، ما يعني أنه"يؤسس لفتح علاقات جديدة مع شركاء جدد لروسيا". وعلى رغم أن المعرض لم يشهد توقيع اتفاقات تعاون، لكنه أسفر عن تفاهم أولي بين عارضين عرب وشركات روسية، ينتظر أن تترجم قريباً، ما أكده مدير الجناح السعودي، أكبر الأجنحة العربية، محمد موافي، عندما تحدث عن صفقات وعقود مهمة بدأ التفاوض في شأنها. ولاحظ المشرفون على المعرض، أن رجال الأعمال العرب"فوجئوا بتغيّرات كبيرة في روسيا". وقال مشاركون إنهم"اكتشفوا روسيا جديدة"، وينظر بعضهم بجدية إلى تطوير أعماله فيها والاستثمار في العقارات والصناعات التحويلية والزراعة. وعلى رغم عدم وجود إحصاءات دقيقة لحجم التبادل التجاري بين روسيا والدول العربي، فإن الجانب الروسي يقدره بنحو 6 بلايين دولار، ويؤكد وجود إمكانات كبيرة لزيادته إلى نحو 30 بليوناً على الأقل، بشرط زيادة المعارض المشتركة والمتخصصة لتعريف كل طرف بقدرات الآخر وحاجاته. ومعلوم أن مجلس الأعمال العربي - الروسي الذي يشرف عليه رئيس الوزراء الروسي الأسبق يفغيني بريماكوف، ينشط منذ سنوات لدفع العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والمنطقة العربية. وأنشئت مجالس مشتركة لهذا الغرض مع غالبية البلدان العربية، أحدثها مجلس الأعمال الروسي - الفلسطيني الذي وقع اتفاق تأسيسه خلال المعرض. ولفت رجال أعمال عرب إلى أن"أرابيا إكسبو"وفر فرصة مهمة لتعريف الشركات العربية بمشاريع استثمار في العقارات والبنية التحتية، إضافة إلى اطلاعهم على الصناعات والتقنيات الروسية الحديثة. ويطمح رجال أعمال ومصرفيون من الطرفين، في تنشيط التعاون المصرفي بين روسيا والبلدان العربية وبحثت وفود البحرين والسعودية والكويت في إمكان تأسيس مصارف مشتركة وصناديق استثمار وتسهيل التحويلات المصرفية.