اكتُشفت الأشعة السينية عام 1895 من جانب العالم الفيزيائي الألماني فيلهلم رونتجن الذي نال جائزة نوبل في عام 1901، وبعد سنوات قليلة بدأ استعمال هذه الأشعة في تصوير أجزاء مختلفة من الجسم من بينها الجمجمة. وتسمح صورة الجمجمة بالأشعة السينية العادية برؤية العظام المكونة للقحف والجيوب الأنفية والتكلسات الدماغية. وتتم الاستعانة بهذا الفحص عند الشك بآفة ما في الرأس. ففي كسور الجمجمة يمكن رؤية خطوط شاذة شفافة، في حين يكون باقي القحف منطقة ظليلة. أما في حال وجود أورام أو التهابات أو نزف الجيوب الأنفية فتظهر بقع ظليلة في هذه الجيوب. وفي الأورام السرطانية الآتية من أنحاء أخرى من الجسم يلاحظ بقع شفافة في محيط الجمجمة القاتم. والتصوير بالأشعة السينية هو غير مؤلم ويستغرق دقائق قليلة. في قاع الدماغ تقع الغدة النخامية التي تحيط بها بينة عظمية تعرف بالسرج التركي وأي ورم يحصل في هذه الغدة يمكنه أن يؤدي الى زيادة أو تخرب السرج التركي، وفي المستطاع قراءة هذه التغيرات على صورة القحف بالأشعة السينية. وقد تتعرض الغدة الصنوبرية القابعة في منتصف الدماغ الى التكلس بعد سن البلوغ، ويمكن مشاهدة هذا التكلس على صورة الجمجمة المأخوذة بالأشعة السينية، وهذا التكلس يعتبر مؤشراً يسمح بتحديد خط منتصف الدماغ بسهولة على الصورة، وإن أي ورم وحيد الجانب سيؤدي الى انحراف هذا الخط. وتفيد صورة الجمجمة بالأشعة السينية في كشف الحالات المرضية الآتية: - الكسور. - التهابات الجيوب الأنفية. - النزف الدماغي. - الأورام الدماغية. - الأورام الدموية. - التشوهات الولادية. قبل تنفيذ تصوير الجمجمة بالأشعة السينية لا بد للمريض أن ينزع عنه كل ما يمت بصلة الى الأجسام المعدنية لأن ظلالها ستحجب رؤية البنى التي تقع تحتها. كما يجب تحاشي تحرك الرأس، ولا حاجة الى الصوم قبل إجراء الفحص. وفي حال كان الشخص الذي يخضع للتصوير يحمل عيناً زجاجية فعليه أن يلفت الانتباه اليها لأن العين الزجاجية تعطي ظلاً يمكن أن يثير الحيرة في شأنها. تجدر الإشارة الى أن الأشعة السينية هي نوع من الأشعة الكهرومغناطيسية التي تعطي صوراً واضحة للعظام تظهر باللون الأبيض في حين ان الهواء والأنسجة تظهر باللون الأسود. ولا يقتصر استعمال الأشعة السينية على مجال الطب بل يشمل مجالات أخرى مثل الفن حيث يستعان بها للتمييز بين اللوحات الحقيقية والمزيفة.