تراجعت أسعار النفط أمس، إذ طغت توقعات بأن يخفض الركود العالمي الطلب، على تكهنات بأن منظمة"أوبك"قد تسعى الى تعزيز الأسعار من خلال خفض الإنتاج. وانخفض سعر برميل الخام الأميركي الخفيف أكثر من ثلاثة دولارات في التعاملات الآجلة، مع اقتراب انتهاء أجل التعامل بعقود تشرين الثاني نوفمبر، أول شهور التعاملات الآجلة. وتراجع السعر 2.65 دولار أي بنسبة 3.57 في المئة إلى 71.60 دولار. وبلغ أدنى مستوى في أوائل التعاملات في نيويورك 71 دولاراً. وفقد خام برنت 30 سنتاً مسجلاً 71.73 دولار للبرميل. وأعلنت"أوبك"ارتفاع متوسط سعر خاماتها إلى 64.63 دولار للبرميل أول من أمس من 62.92 دولار الجمعة الماضي. وقال وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري لصحافيين أمس، ان انخفاض الطلب على النفط الخام قد يدفع"أوبك"إلى خفض إنتاجها بما بين مليونين و2.5 مليون برميل يومياً، حين يجتمع وزراؤها الجمعة المقبل. وأضاف ان انخفاض الأسعار سيضر بالمستهلكين على المدى الطويل لأنه يضر بإمكانات الاستثمار. وقال على هامش اجتماع لكبار منتجي الغاز في طهران، ان"عصر النفط الرخيص ولى". وحين سئل عن سعر النفط الذي تريده إيران أجاب"كلما ازداد كلما كان أفضل". وقال وزير الطاقة القطري عبدالله العطية الذي يشارك في الاجتماع، ان"أوبك"لا تحدد أسعار النفط، لكنه شخصياً يعتقد ان سعراً بين 80 و90 دولاراً للبرميل أفضل سعر للمستهلك، وان سعر مئة دولار للبرميل"ليس جيداً". لكن نوذري قال:"اعتقد ان بعض الدول قد يضرها سعر يتراوح بين 80 و90 دولاراً". وأوضح مندوب إيران لدى"أوبك"محمد علي خطيبي، ان التقديرات متباينة للخفض المطلوب من جانب المنظمة، مشيراً إلى نطاق بين مليون وثلاثة ملايين برميل يومياً. وسبق ان صرح ان"أوبك"قد تتفق على خفض على مراحل خلال الاجتماع. إلى ذلك، أكد نائب رئيس الوزراء وزير المال الروسي ألكسي كودرين قوله في لقاء وزراء مال بلدان"رابطة الدول المستقلة"، ان المتوسط السنوي لسعر النفط الخام الروسي لن ينخفض في العام المقبل إلى ما دون 70 دولاراً للبرميل. وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، أعلن أول من أمس ان انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية لن يعود بآثار"كارثية"على روسيا. وأكد ان الحكومة الروسية ستعوض هذا الانخفاض بالاعتماد على الموارد المالية المتراكمة في صندوق الاحتياط. وأضاف ان الموازنة الفيديرالية الروسية لعام 2009 لن تعاني من عجز حتى في حال تدني متوسط سعر النفط وبقائه عند مستوى 70 دولاراً للبرميل الواحد.