التقى مسؤول الملف العراقي في الخارجية التركية ببغداد، مراد اوزشيليك، رئيس اقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني. ومن المتوقع أن يزور رئيس وزراء الإقليم، نتشروان البرزاني، تركيا قريباً. وهذه خطوة كبيرة أقدمت عليها الحكومة، على رغم تصاعد الأصوات المنددة بالبرزاني، إثر هجوم"حزب العمال الكردستاني"الأخير على مخفر اك توتون. فالقوميون حمّلوا البرزاني مسؤولية نشاط مسلحي"الكردستاني"شمال العراق. ومثل هذه الخطوة لن تقضي على"حزب العمال الكردستاني". ولكنها خطوة متأخرة في الاتجاه الصحيح. واختارت تركيا فتح قنصليات لها في البصرة والموصل، وأجّلت فتح قنصلية في اربيل. والحق أن لقاء البرزاني مع الوفد التركي في بغداد ليس انعطافاً في الاستراتيجيا التركية. وسبق للبرزاني ان التقى مسؤولين اتراكاً، ومنهم رئيس جمهورية ورئيس وزراء. ولم يعقد اللقاء في اربيل أو صلاح الدين. وتقتصر علاقات تركيا بأكراد العراق على الشق الامني. فهي تلقى صعوبة في الإقرار بواقع الأمور، أي أن أكراد العراق هم طرف أساسي في المفاوضات مع العراق، الدولة الفيديرالية. وترفض تركيا الإقرار بأن المشكلة مع أكراد العراق ليست سياسية، بل هي أمنية. ولقاء مراد اوزشليك بالبرزاني ليس خطوة كبيرة. فالبرزاني التقى قبل 3 أعوام الرئيس جورج بوش في واشنطن، ونائبه ديك تشيني، ووزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس. وتركيا تنكر هوية الأتراك الأكراد الكردية، ولم تقر بحق الأكراد في تعلم لغتهم، والنطق بها في وسائل الإعلام. وهي تنفي وجود فيديرالية كردية بشمال العراق، على رغم ان الدستور العراقي أقرها. ويتفادى الإعلام التركي والمسؤولون الأتراك التلفظ بعبارة كردستان العراق، ويطعنون بأمر معترف به دولياً. واليوم، أدرك المسؤولون الأتراك ان السبيل الى التخلص من"حزب العمال الكردستاني"هو التعاون مع البرزاني، عوض استعدائه والعمل ضده. عن جنكيز شاندار، "راديكال" التركية، 20/10/2008