الى عبدالله الجفري أوّاهُ يا غيبَ البقاءْ أوّاهُ يا هذا الذي في القلبِ يُشعلُ كالحريقْ وبحثتُ في الدّربِ الخواءْ رحلوا إليه أحبّتي رحلوا وما عادوا وما سألوا وما سمعوا النّداءْ أنتَ الحقيقةُ أيّها الموتُ المعربدُ في الورى ليتَ الفتى حجرٌ ولكن إنّما بشرٌ أنا والعينُ جافاها الكرى هل أنتَ تبصرُني ولكن لا أرى وعدوتُ في الآفاق كي أنسى وهل أنسى المصيرْ وكأنّني أعدو إليكَ لأنّها حتميَّةُ اللقيا على نفس الطّريقْ حتى أُلاقي الوعدَ يُوسِدُني الثّرى وسَبَقتَني كنّا اكتفينا حين أدركنْا الحقيقة أنّنا لن نلتقي لنغلّفَ الأحزانَ بالأمل المزيَّفِ باللقاءْ ويقولُ لي مُتَبسَّماً من عمق أعماق العناءْ ماذا جرى للقهوةِ السّمراءِ في سترِ المساءْ ويُداعبُ الذّكرى معي ويكادُ يفضحُني الأسى وأنا أسربلُ لوعتي في ضحكةٍ بلهاءَ يخنقها البكاءْ وأقولُ في صوتٍ تهدَّجَ بالرَّجاء هيّا معي وصهيلُ أحزاني يعانقُ لوعة اليوم الأخيرْ وتُجيبُني عيناهُ في ردٍّ مريرْ هيهاتَ أنهكَني المِدادُ لأنَّهُ قد كانَ من نزْفِ الفؤادِ ومِنْ دمي أفرغتُ أوردتي شراييني لهُ وشربتُ كأسَ الحزن مبتسمَ الفمِ ورحلتَ كالحلمِ الطليقْ الآن أقدِرُ أن أقولَ بأنكَ الأقوى وأنَّ ظلالكَ القُصوى تهيمُ طليقةً تعدو على الأبعادِ لا تخشى المَلامْ الآن أجنحةُ الهوى تعلو على الغيماتِ في أفق التجلّي لا نرى ما قد تراهُ لأنه لا قيدَ يمنَعُها ولا حجبٌ هناكَ ولا ظلامْ وذكرتهُ عينايَ في عينيهِ تستقصي المُنى وذكرتُ مكة والبداياتِ البريئة والجريئة واكتشافَ الكنز بعدَ الكنزِ في سرِّ الحروفِ وبحرها... ووجدتُها...! وهتفتُ في فرحِ الصِّبا ألفٌ ولامْ ويقولُ في ولهٍ وماذا بعدُ في دُرَرِ الكلامْ وأطوفُ حولَ البيتِ في البلدِ المقدَّس والحرامْ وأعودُ أهتفُ قد كشَفْتُ السِّرَّ وانقشعَ الغَمامْ ألفٌ ولامٌ ثمَّ لامٌ ثم آهْ ويرُدُّ في جذلِ الصَّبابةِ ثمَّ آهْ لكنّني ما زلتُ حتى الآنَ أبحثُ في الحروفِ ولم أجدْ في الحرفِ حتّى مبتداهُ لكي أفكَّ طلاسمَ السِّرِّ المهولِ لمنتهاهْ... بيروت في 17-10-2008