ناعومي كامبل، وكلوديا شيفر، وسيندي كراوفورد، وإستيل لوفيبور، وكارن مولدر، وأدريانا سكليرانيكوفا، وإيفا هرزيغوفا، مَن منا لم يسمع بهن ولم يضجر من متابعة أخبارهن المهنية والشخصية على صفحات الجرائد والمجلات والتلفزيونات ما بين مطلع التسعينات من القرن الماضي والعام 2000؟ كل هذه البهرجة الإعلامية والإعلانية رافقتهن، مع أن أياً منهن لم تكن نجمة سينمائية أو مغنية أو كاتبة أو رسامة ذات موهبة فذّة، بل مجرد عارضة أزياء تسري فوق خشبات المسارح مرتدية أحدث ما تبتكره الماركات المعروفة. تقف أمام عدسات المجلات المتخصصة بالفساتبن ذاتها أو مجردة منها بحسب الحالة وخصوصاً بحسب المجلة. ولكن الأوضاع تغيرت بعض الشيء منذ العام 2000، إذ عادت المياه إلى مجاريها واستعادت النجمة السينمائية أو الاستعراضية مكانتها المسلوبة في قلوب الجماهير. بينما سقطت العارضة النجمة في بحر النسيان أو ما يقرب ذلك، وأصبحت العارضة الجديدة فتاة مجهولة يهتم من يراها بالموديل الذي ترتديه لحساب هذا المبتكر أو ذاك، من دون المبالاة بهويتها الشخصية. فأين صارت نجمات الموضة اللواتي نجحن في إثارة مخيلة الجماهير العريضة وما هي نشاطاتهن الحالية؟ هذا ما حققت فيه"الحياة"لمناسبة انعقاد أسبوع الموضة الباريسية الجاهزة لربيع 2009 وصيفه. كلوديا شيفر: أم لطفلين نجمة الموضة الألمانية التي افتتحت فترة ازدهار ال"توب موديل"على الساحة الدولية، أثارت اهتمام الملايين وإعجابهم أكثر من أي نجمة سينمائية، ولا تزال على رغم اعتزالها الموضة رسمياً، تسبب ضجة كلما ظهرت في مناسبة ما. وأحدث مثال على شعبيتها تهافت وسائل الإعلام عليها فور وصولها إلى عرض دار"شانيل"الأخير في باريس. وتزوجت شيفر من رجل أعمال بريطاني، وهي الآن أم لطفلين صغيرين، وتظهر في الإعلانات الخاصة بماركة"لوريال". أدريانا سكليرانيكوفا:"سفيرة خير" العارضة السلوفاكية المتزوجة من لاعب كرة القدم الفرنسي كريستيان كارامبو والمشهورة في فرنسا تحت إسم أدريانا كارامبو، صارت تقف أمام عدسات مصوري الموضة بين حين وآخر، خصوصاً عندما تطلب منها ماركة ثياب أو عطور، تمثيلها رسمياً والمشاركة في حملتها الدعائية المصورة. خاضت أدريانا تجربة أولى أمام الكاميرا في العام 2003 في فيلم فرنسي عنوانه"ثلاث فتيات صغيرات"، أدت بطولته النسائية أمام الممثل الكبير جيرار جونيو. غير أنها الآن سفيرة لنشاط خيري يشغل وقتها إلى أبعد حد، بحسب ما تقول. كارلا بروني: السيدة الأولى العارضة الإيطالية المقيمة في فرنسا لم تكن بالكاد مشهورة، لكنها تشغل فرنسا بأخبارها بعدما تزوجت من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، متحولة من"توب موديل"إلى سيدة فرنسا الأولى. ولم تكتفِ بهذا اللقب الذي تحلم به زميلاتها، بل تعدّته لتغني وتصدر أسطوانات. ناعومي كامبل: صاحبة الأجر المرتفع كانت البريطانية السمراء بين أكثر نجمات الموضة التي أثارت اهتمام الإعلام الفضائحي سنوات طويلة، بفضل نزواتها الجنونية كلما ترددت إلى مناسبة عامة. وغير احترافها تحطيم قلوب الرجال، لا سيما أصحاب الملايين منهم، وهي طبقاً لأحدث تصريحاتها، غير معتزلة تماماً، بل تظهر في شكل نادر في بعض العروض الكبيرة المميزة التي تستعين بها. ما يدل في رأيها على نجوميتها المتزايدة، خصوصاً أنها تحصل لقاء ذلك على أجر مرتفع جداً يسمح لها بعدم السعي وراء العمل. وتقول كامبل:"أنا من العارضات القليلات اللواتي يتلقين العروض المجزية في هذه المهنة على رغم تعديهن سن الثلاثين بكثير. إيفا هرزيغوفا: سفيرة دار شوبار العارضة التشيكية التي شاركت طوال فترة التسعينات في كل عروض دار"شانيل"، لمجرد أن المبتكر كارل لاغرفلد اعتبرها مثالية في شكلها وطولها، ووقع في غرام ابتسامتها الطفولية فراحت الدور الكبيرة الأخرى تقلده وتستعين بخدماتها في شكل مستمر، هي الآن سفيرة دار"شوبار"للمجوهرات الراقية. أما أحدث أخبارها فوقوفها مجردة من كل ثيابها أمام عدسات مجلة معروفة، وهي حامل في شهرها الثامن، مقلدة في ذلك النجمة السينمائية المنتهية ديمي مور التي قامت بالعمل ذاته في مطلع التسعينات. وهو ما رفضت نيكول كيدمان الخضوع له حديثاً، على رغم تلقيها عرضاً مغريا. إستيل لوفيبور: فتاة إعلان التوب موديل الفرنسية التي تزوجت من المغني دافيد هاليداي نجل النجم جوني هاليداي والمغنية سيلفي فارتان، ثم انفصلت عنه لتقع في غرام أرثور الصباغ المنتج التلفزيوني ومقدم برامج التسلية على القناة الفرنسية الأولى وغادرته حديثاً، كانت لفتت الأنظار إليها منذ 15 سنة، حين وقفت على خشبة المسرح مشاركة في عرض دار"كريستيان ديور"وهي حامل في شهرها السابع. وصارت إستيل تمثل في أفلام سينمائية هنا وهناك، إلا أنها لا تفرض نفسها كممثلة، وتظهر دورياً في إعلان يخص المنتجات الصحية الخاصة بالطفل الرضيع. كارن مولدر:مريضة نفسية العارضة الهولندية الناعمة التي نالت شهرتها بفضل ابتسامتها المضيئة وروحها المهنية، لم تثر الفضيحة ولم يرتبط اسمها بأي نزوات غرامية أو غيرها طوال سنوات احترافها عرض الأزياء إلى حين إصابتها فجأة بانهيار عصبي. وذلك إثر ظهورها في برنامج تلفزيوني فضحت خلاله وكالات الموضة التي تهتم بالعارضات واتهمتها بممارسة الضغوط على الفتيات كي يمارسن الدعارة. وبذلك سبّبت مولدر ضجة عوضت عن كل الفضائح التي لم تتسبب فيها من قبل. ثم اختفت بعدها تماماً، وقضت فترة زمنية طويلة في العيادات النفسية، إلى أن عادت إلى الساحة كمغنية. لكن النجاح لم يحالفها مجدداً.