أنهى قادة الجيشين التايلاندي والكمبودي محادثات استمرت خمس ساعات أمس، من دون الاتفاق على سحب قواتهم بعد مقتل جنديين كمبوديين في اشتباك عنيف قرب معبد متنازع عليه يعود الى تسعة قرون من الزمان. وقال الجنرال التايلاندي ويبونساك نيبارن بعد العودة الى الجانب التايلاندي من الحدود:"لم نحرز تقدماً كبيراً. ستبقى القوات من الجانبين في مكانها". وأضاف أن الجانبين اتفقا على تسيير دوريات حدودية مشتركة لتخفيف حدة التوترات بعد تبادل لنيران الصواريخ والاسلحة النارية استمر 40 دقيقة وهو الاعنف بين البلدين منذ سنوات. لكن نظيره الكمبودي الجنرال سري دويك نفى التوصل الى اي اتفاق حول الموقع الذي اشتبك فيه جنود تدعمهم المدفعية والمدرعات في منطقة كانت تسيطر عليها قبل عقد من الزمان فلول ميلشيا جيش بول بوت أيام نظام الخمير الحمر. وهرب المئات من المدنيين في كمبوديا من المنطقة الحدودية بعد تبادل لإطلاق نار الصواريخ والاسلحة استمر 40 دقيقة، في حين سارع الجانبان الى ارسال مدرعات وجنود الى منطقة النزاع. ويثير معبد برياه فيهيار الهندوسي الذي يعود الى تسعة قرون من الزمان مشاعر قومية لدى البلدين منذ عقود، لكن لم يبدُ تصعيد الموقف حتمياً، لأن المسؤولين تجنبوا التصريحات العدائية. وقال رئيس الوزراء التايلاندي سوماتشي ونغساوات في بانكوك لدى بدء المحادثات:"سياستنا لحل هذا الصراع هي عبر المفاوضات". ولم يدل رئيس الوزراء الكمبودي هون سين بأي تصريحات منذ اندلاع الاشتباك الذي أصيب فيه ايضاً كمبوديان وخمسة تايلانديين. وقال وزير الخارجية الكمبودي ان الامر"ليس غزواً تايلاندياً". تأتي المواجهة بين الجانبين وسط اضطرابات سياسية شديدة في بانكوك حيث يدعو محتجون يقودون حملة طويلة في الشوارع الجيش للانقلاب على الحكومة المنتخبة. وقضت محكمة العدل الدولية بأحقية كمبوديا في المعبد عام 1962، لكن الحكم لم يحدد ملكية منطقة مجاورة مساحتها 4.6 كيلومتر مربع. وأخذ الخلاف طابعاً سياسياً في تايلاند في تموز يوليو، عندما تبنى متظاهرون يسعون للاطاحة بالحكومة المعبد باعتباره من قضاياهم. وشوهدت ثلاث سيارات مدرعة وخمس شاحنات محملة بقوات كمبودية عند المعبد. ولم يرد حديث عن تبادل عشرة اسرى تايلانديين في المعبد، الامر الذي لم تعترف به بانكوك حتى الآن. وقال وزير خارجية كمبوديا هور نامهونغ ان الجنود العشرة سيحصلون على معاملة حسنة وستتم اعادتهم الى تايلاند اذا ما طلبت بانكوك ذلك. وقال مسؤول تايلاندي ان الأمن تعزز خارج السفارة التايلاندية في فنوم بنه، لكن لم يحتشد أشخاص أمامها، ويسير العمل فيها في شكل عادي.