أغلب الظن أن يعمق بدء المحادثات السياسية بين الحكومة الأفغانية وحركة"طالبان"هوة الخلافات العلنية بين الولاياتالمتحدةوبريطانيا. وبحسب برقية ديبلوماسية فرنسية تسربت الى مجلة"لوكانار انشينيه"الأسبوع الماضي ، يبحث رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، عن استراتيجية خروج من أفغانستان. فهو لا يريد الاستمرار في حرب لا نهاية لها. وترى بريطانيا أن زيادة الولاياتالمتحدة قواتها لا تستند الى استراتيجية تؤدي الى تسوية سياسية. وعقدت أول اجتماعات بين"طالبان"وكارزاي في المملكة العربية السعودية بين 24 أيلول سبتمبر و 27 منه، بحسب مراسل شبكة "سي ان ان"، نيك روبرتسون. وشارك في المفاوضات أحد عشر مندوباً من حركة"طالبان"، ومسؤولون في الحكومة الأفغانية، وممثل عن قائد المجاهدين المستقل السابق، قلب الدين حكمتيار. ورحب العميد مارك كارلتون سميث من القيادة البريطانية بأفغانستان، باللقاء. والحق أن إدارة جورج دبليو بوش تفاجأت بأخبار محادثات السلام بين الأطراف الأفغانية. وأعلن وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، وهو في طريقه الى بودابست لبحث ملف أفغانستان مع نظرائه الأوروبيين في منظمة حلف شمال الأطلسي، أن إدارة بوش لا تؤيد هذا النوع من المحادثات إلا لحمل عناصر من طالبان على الانشقاق عنها والانضمام الى الحكومة". وعلى رغم معارضة غيتس عقد محادثات مع زعيم طالبان، الملا محمد عمر، يبدو أن حامد كارزاي، الرئيس الأفغاني، يخالف الأميركيين، ويفاوضه. وعقدت المحادثات الأفغانية في وقت أعلنت إدارة الرئيس الأميركي، جورج بوش، إرسال 8000 جندي أميركي الى أفغانستان في العام القادم. ويبدو أن الجنرال الأميركي، ديفيد ماكيرنان، عاقد العزم على إرسال 15000 مقاتل الى افغانستان. وتخشى بريطانيا مثل هذه الزيادة، بحسب السفير البريطاني في أفغانستان، السير جرارد كوبر كولز. ففي برقية ديبلوماسية تسربت إلى مجلة فرنسية، قال السفير أن على المرشحين لرئاسة الولاياتالمتحدة"أن يتجنبوا التورط أكثر في أفغانستان... وتظهرنا زيادة القوات الأميركية بمظهر قوة احتلال". ولمح كولز الى أن قدرة البريطانيين على سحب قواتهم من أفغانستان بعد نحو خمسة أعوام أو عشرة، هي رهن وصول"ديكتاتور مقبول"الى السلطة في هذا البلد. ونفت وزارة الخارجية البريطانية أن تقرير كولز مرآة سياسة الحكومة. ولكن تصريحات العميد كارلتون سميث، القائد العسكري البريطاني الكبير، الى ال"صنداي تايمز"لم تتستر على اختلاف وجهات النظر الأميركية والبريطانية بأفغانستان. فهو جهر رأيه في وجوب مغادرة القوات الأجنبية أفغانستان، بعد تراجع نفوذ المتمردين، من غير انتظار هزيمتهم. ورأى سميث أن مشكلة قوات التحالف بأفغانستان لم تكن يوماً عسكرية، بل هي سياسية. والسبب فيها هو فشل الحكومة الأفغانية في بسط نفوذها، وتفشي الفساد في أوساطها. وهذا الفشل يتهدد أمن قوات"إيساف". ويبدو أن حكومة براون تنتهج خطة تقضي بمغازلة زعماء"طالبان"المعتدلين والمقاتلين منهم. وترى أن بواعث قسم من"طالبان"على محاربة"إيساف"قبلية، ولا تلتزم أيديولوجيا جهادية. وعليه، قد تكون استمالة شيوخ القبائل الى العملية السياسية مجدية. ورد، الثلثاء الماضي، وزير الدفاع الاميركي على تصريحات كارلتون سميث، وخالف الضابط البريطاني، وأوحى بأن تصريحاته"انهزامية". عن غاريث بورتر، موقع"إيجيا تايمز"بهونغ كونغ، 11/10/2008