كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية ان خطر فقدان العمليات العسكرية ضد حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" فاعليتها"يلوح في الأفق في أفغانستان حالياً، في ظل زيادة عدد الضحايا المدنيين". وكتبت:"لا يمكن تجنب سقوط ضحايا مدنيين في كل الصراعات، لكن أفغانستان تجمع أمرين، إذ أنها حرب ذات خسائر كبيرة ومذبحة للقلوب والرؤوس". وأكدت الصحيفة أهمية الدور الذي يجب أن تضطلع به قوات الحلف الأطلسي الناتو، وقالت:"يبدو أن الحلف يهتم بما بعد الهجمات في شكل أكبر من كيفية تقليل الاعتداءات". في غضون ذلك، أكد شيراراد كوبر كولز السفير البريطاني الجديد في كابول ان انتشار القوات البريطانية في أفغانستان يجب ان يستمر ثلاثة عقود للمساعدة في مكافحة الفقر والإرهاب وتشكيل حكومة فاعلة. وشدد على ان جهود ترسيخ الاستقرار وإعادة إعمار أفغانستان"بمثابة سباق ماراتون وليس سباقاً لمسافات قصيرة"، مشدداً على ضرورة أن تضاعف بريطانيا التزاماتها الديبلوماسية والتنموية في أفغانستان،"إذ أن الوجود العسكري على المدى الطويل اقل أهمية من الوجود التنموي، لأن استقرار أفغانستان حيوي بالنسبة إلينا والمنطقة بطرق مختلفة". وأضاف أن"الأفغان يتمسكون بوجود القوات البريطانية للمساعدة في مقاومة مقاتلي طالبان وتنمية بلادهم"، مشيراً الى انه تلقى رسالة الأسبوع الماضي من سكان قرى في ولاية هلمند"دعتنا إلى حمايتهم من الحركة". وأكد كوبر كولز أن الأفغان"غير قلقين من بقائنا بل من انسحابنا من بلادهم من دون إنجاز مهمات توفير الاستقرار الكامل، وإنشاء قوات الشرطة والقوات الأمنية والنظام القضائي وجعل المستشفيات والمدارس تعمل في شكل جيد، لأنهم اختبروا طالبان ولا يريدون العودة إلى أيام حكمهم الحالكة التي أعادت البلاد إلى العصور الوسطى". ميدانياً، أعلنت القوات الدولية للمساعدة في إرساء الأمن ايساف والتابعة للحلف الأطلسي مقتل 3 جنود كنديين في صفوفها في انفجار عبوة مفخخة جنوبأفغانستان. في ألمانيا، طالب غونتر بكشتاين وزير داخلية ولاية بافاريا بالتعامل بجدية مع تهديدات أطلقتها"طالبان"بتنفيذ هجمات انتحارية داخل البلاد إضافة الى الولاياتالمتحدةوبريطانيا وكندا، وجاءت في شريط فيديو بثته شبكة"أي بي سي"التلفزيونية الأميركية.