يقول بعض أهالي شيوخ عشائر في محافظة واسط ومركزها مدينة الكوت الواقعة على بعد 180كيلومتراً جنوب شرقي بغداد إن المدينة تعيش اضطراباً أمنياً وانتشاراً للأوبئة، في حين أسهم افتتاح معبر مهران الحدودي مع ايران في انتشار تهريب المخدرات والأسلحة وتسهيل حركة المجموعات الإجرامية. ويؤكد الشيخ حاكم القريشي شيخ عشيرة القريشيين في الكوت ل"الحياة"أن"اعادة افتتاح المعبر الحدودي مع ايران كان له ايجابيات وسلبيات كثيرة". ويضيف القريشي أن"من ايجابيات معبر مهران التبادل التجاري والعمل على نقل المسافرين، ما يؤمن لأهالي المدينة مورداً اقتصادياً مهماً، لكن في المقابل هنالك مساوئ وأضرار كثيرة يتحملها أهالي الكوت كون مدينتهم محاذية لايران. وبحسب هذا الزعيم العشائري، فإن بين هذه المساوئ سهولة عبور المسلحين ونقل الأسلحة من ايران عبر الكوت وتوزيعها الى بقية المدن، ناهيك عن انتشار تجارة المخدرات القادمة من ايران بين شباب المدينة. وعلى رغم الاجراءات الأمنية المشددة في الكوت وضواحيها، فإن الخروقات الامنية ما زالت تحصل في شكل شبه يومي وتتضمن عمليات اغتيال منظمة وتفجير عبوات تتهم قوى الأمن الجماعات الخاصة المدربة في ايران بالوقوف وراءها. ويؤكد المقدم ماجد السراي آمر الفوج الثالث التابع للفرقة الثامنة للجيش العراقي المتمركز في مدينة الكوت أن مسلحين من كل الانتماءات ينتشرون في المدينة، مشيراً الى أن غالبية هؤلاء المقاتلين من"الجماعات الخاصة"وبعضهم من تنظيم"القاعدة"و"الجيش الاسلامي". ويضيف أن"مركز محافظة واسط ذو غالبية شيعية مع وجود أحياء من السنة والأكراد، فيما تسكن غالبية سنية القرى والأرياف المحيطة بمدينة الكوت، ما يبرر تنوع الجماعات المسلحة". ويلفت الى أن"قوة من الفرقة الثامنة للجيش العراقي تمكنت ليل الجمعة من اعتقال أربعة مطلوبين من أصل ستة خلال عملية دهم وتفتيش في طريق مطار الصويرة القديم 135كيلومتراً شمال الكوت". من جهته، يؤكد السائق نجم علي الذي يعمل على خط منفذ مهران الحدودي"أن هناك حركة تهريب نشطة لأنواع من المخدرات عبر المعبر الحدودي"، مشيراً الى أن"الكوت تقدمت على محافظة ميسان الجنوبية في تجارة المخدارت". وكان مكتب مكافحة المخدرات في واسط أعلن اعتقال شخصين في حوزتهما 120 ألف قرص مخدر من عقار"آرتين"المحظور بيعه في نقطة تفتيش عمارة - واسط جنوب الكوت. وأوضح أن"المعتقلين كانا قادمين من مدينة العمارة جنوبيالعراق وأرادا الدخول ببضاعتهم الى مدينة الكوت لصرفها"، لافتاً الى"أن عناصر الأمن في نقطة التفتيش اعترضت سيارة من نوع كيا محملة بستة آلاف شريط تحوي 120 ألف قرص مخدر من عقار آرتين الذي يستعمل لحالات مرضية خاصة ويصرف بوصفة طبية من قبل لجنة متخصصة".